الكتاب: الأمة الإسلامية مستهدفة من الطاغوت العالمي لأحمد الخليلي
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمة الإسلامية مستهدفة من الطاغوت العالمي
الكلمة التي ألقاها الشيخ أحمد بن حمد الخليلي خلال حفل ختام الدورة التدريبية السادسة للقرآن الكريم والعلوم الشرعية لمعلمي ومعلمات تحفيظ القرآن الكريم بمناطق الداخلية والوسطى والظاهرة والشرقية
ابتدأ الشيخ كلمته بحمد الله والصلاة والسلام على خاتم النبيين والمرسلين، وقال:
أننا نتفيأ تحت ظلال القرآن الكريم لهذا العمل المبرور الذي نهضت به فتية من المؤمنين والمؤمنات للسير في الخير والمعرفة للاضطلاع بهذه الأمانة الكبرى من مسئوليات كثيرة أنيطت بالإنسان في هذه الأرض.
(1/1)
فالإنسان لم يخلق سدى ومواجهته للعديد من العقبات تتوقف على معرفته وبصيرته بما يدور حوله وكان لإنزال القرآن الكريم فيه حل لكل معضلة ومشكلة حتى يكون الإنسان المؤمن على بصيرة من أمره فهذا القرآن نجاة لمن اتبعه وهدى للمتقين وبشرى للمؤمنين فهو الذي جمع الهداية وحل الغاز الوجود وعرف الإنسان من أين جاء وإلى أي شيء ينتهي وما بينه وبين ربه ومجتمعه وأسرته فقد استخلفه الخالق عز وجل وجعله سيد كونه. وبهذا فإن القرآن الكريم وصل بين الفناء والخلود وبين الدنيا والآخرة وبين الإنسان وسائر المخلوقات وعند نزول القرآن الكريم كانت هذه الإنسانية وصلت ما وصلت إليه من الانحلال وبلغت من عمى القلوب وظلام العقول إلى حد لا تحسد عليه فكان القرآن الكريم أن انار البصائر وأحياء الضمائر وإخراج خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وما وصلت إليه من الاستمساك بالدين القويم والطريق المستقيم. والآن ما تواجهه الأمة الإسلامية من انحلال وانقطاع الروابط فإنه ينتظر من قبل هذه الأمة أن ترأب وحدتها فالأمة الإسلامية بحاجة إلى هذه الدورة وهي تواجه الطاغوت العالمي الذي يحاول اجتثاث وجودها وكل صلة تصل المسلم بدينه وأمته فأكرمها الخالق عز وجل بهذا القرآن المبين لتكون أمة قائدة بدلا من أمة مقتادة وأمة متآخية ومترابطة بعد أن كانت أمة متشتتة وعلى هذه الأمة أن تعود مجددا إلى تعاليم القرآن الكريم وإرشاداته وتوجيهاته.
إن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم أوضح بأن مخلص هذه الأمة مما فيها هو اتباع الهدى حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم من قال قوله صدق ومن قال به أوجر ومن استمسك به هدى إلى صراط المستقيم.
(1/2)
وعليه يجب العودة إلى الكتاب الخالد والأمة لم ترزأ بهذه الرزايا العظيمة ولم تسقط إلى هذا السقوط الكبير إلا لبعدها عن كتاب الله المبين فعليها أن يكون هو القائد الذي تأخذ به في كل ما تقوم به. ونرى هذه الأمة قد وصلت إلى وصف الرسول صلى الله عليه وسلم حتى عباد البقر ستخفون بها وبعزتها ومكانتها وينزلون بها ويلاتهم بما أصابها من الوهن من الجموع الكافرة والطاغوت العالمي يتربص لها في كل طريق ويشن عليها غارات شعواء فهي مستهدفة في عقيدتها وتاريخها وفي كل شيء وليس من حل سوى صياغتها صياغة جديدة لتعود مرة أخرى أمة قائدة للأمم الأخرى بعدما فشلت كل الأنظمة.
فإن كل آية من القرآن الكريم تحل كل المشكلات والمعضلات المتراكمة التي حاول المجتمع المادي حلها دون أن يستطيع وأولها مشكلة الفكر ومشكلة الاجتماع وكذلك غيرها فإن حلول هذه التعليمات إلى كافة البشرية وسلوكياتها ومعاملتها ولكل جزئية من جزئيات حياتها.
(1/3)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق