الكتاب : الإمام الوارث بن كعب الخروصي لعبد الحميد البطاشي
ترقيم الصفحات آلي غير موافق للمطبوع
... جامعة السُلطان قابُوس
جماعة الأرشاد الديني
بحث تحليلي عن:
الإمام الوارث بن كعب
بقلم: عبد الحميد بن خلف البطاشي
المقدمة:
"تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{1} الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ{2}"
الحمد لله الذي قص على نبيه محمد- صلى الله عليه وسلم- من أنباء الرسل والقرى ما ثبت به فؤاده مصبراً, وجعله له ولمن بعده عظة معتبرا، أفنى القرون الماضية, وأباد الدول الخالية فلم تبق الإ أخبارهم ولا ترى إلا آثارهم:( فأصبحوا لاترى إلا مساكنهم) (تلك القرى نقص عليك منها قائم وحصيد وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ).
فلم يبق منهم غير نشر حديثهم وما اكتسبوا من فعل محمده وذم
قدموا على ما قدموا وأسفو على ما خلفوا فما منهم من أحد إلا وهو يود أن يكون ما خلف في جملة ما أسلف فمن قدم خيراً حُمد عليه وله أجره، ومن قدم شراً ذم به وعليه وزره ، ونسأل الله أن يجعلنا من أول الفريقين وأن يثييبنا على ذلك أجرين وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله عليه أفضل الصلاة والسلام .
أما بعد: فقد مرت عمان على فترات زمنية صعبة في ظل حكم آل الجلندى حيث أنهم أنشروا الفساد وظلموا أهل البلاد فما عاد عدل ولا رحمة حتى أجتمع أهل العلم على تولية أئمة الحق والاستقامة حيث نشروا العدل والدين في ربوع عمان، حتى ظل العمانيون إلى يومنا هذا يثنوا عليهم. فمن هؤلاء الأئمة أمامنا الوارث بن كعب الخروصي وهو ثاني أئمة عمان بعد الإمام الجلندى بن مسعود، و الإمام الوارث من بلدة (هجار) من وادي بني خروص.
(1/1)
بعد مقتل الإمام الرضي الجلندى بن مسعود (1) من قبل خازم بن خزيمة قائد الجيش العباسي الذي أُرسل لإحضار سيف وخاتم شيبان الخارجي (2) ولكن الإمام رفض ذلك ، فوقع القتال بين خازم والجلندى مما أدى إلى مقتل الإمام . وبعد ذلك استولى الجبابرة على عمان ومنهم محمد بن زائدة و راشد بن شاذان على عمان، إلى أن اجتمع العلماء على تولية الوارث بن كعب الخروصي على عمان الذي هو موضوع بحثنا، الذي بدأناه بذكر حال عمان قبل إمامة الوارث ثم ذكر كراماته وصفاته ثم حكاياته مع الجبابرة من آل الجلندى وبعدها الصراع بين العباسين والأباضية أيام الوارث وبعدها أواخر أيامه وبعدها حال عمان بعد وفاته.
تمهيد:
إن الحالة التي بقيت فيها عمان بعد وفاة االجلندى بن مسعود إنقسمت إلى قسمين وهما:
أولا: الأحوال الداخلية لما انتهت دولة الأمام الجلندى بن مسعود رحمه الله وتولى أمر عمان خازم بن خزيمة وكان بغاة آل الجلندى يتمنون ذلك إذ رأوا الأمام الجلندى يضع السيف على أعناق أقاربه ولا يبالي في الحق كما توهموا فتأخروا عن أمانيهم وقد وضع الضعف كاهل عمان بظلم البغاة وأعوانهم، وبقيت عمان بين عدو ظالم وضعيف مقهور.
__________
(1) - هو أول أئمة العدل بعمان وكان هو السبب لقوة المذهب الأباضي ، وكان فاضلا عادلاً تقياً متواضعاً لله . الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين ، ص 194 . وكانت إمامة الجلندى سنتين وشهراً . تاريخ أهل عمان ص 55 .
(2) - أحدة قادة الخوارج , لاحقه الجيش العباسي ، حتى وصل إلى عمان وهناك تلقاه هلال بن عطية الخراساني قائد جيش العمانيين من قبل الإمام الجلندى بن مسعود وهزمه شر هزيمة . تاريخ أهل عمان ص 53 – 55 .
(1/2)
فمر حال عمان بين يدي هؤلاء وعمان ترزح ثقل الظلم على كاهلها، حتى رأى أهل العلم الحال التي إليها عمان قاموا بالواجب حد الطاقة حتى يقفوا ضد الظلمه من آل الجلندى ومنهم شبيب بن عطية العماني و غسان المحاربي من بني هناءة وغيرهم إلا أن آل الجلندى قاموا بقمع جميع المعارضات وهكذا بقيت الأحوال فوضى.
ثانيا: الأحوال الخارجية حيث الصراع بين العباسين والأباضية، فالدولة العباسية وإن شغلتها الأحداث الداخلية عن التصدي السريع لإعلان العُمانين الأستقلال فإنه لم يكن غائبا عنها خطورة ذلك الإستقلال على مشاريعها الأقتصادية والسياسية والدينية. فعمان ذات الموقع الأستراتيجي الهام على طريق الخليج البحري كانت تمثل نقطة إرتكاز هامة في خطط العباسين لمد نفوذهم السياسي للهند وأواسط آسيا وفي توسيع نطاق تجارتهم في وقت إشتد فيه خطر القراصنة الهنود في المحيط الهندي.
وإذا كان تأمين منطقة الخليج العربي وممرها المائي الهام يتطلب السيطرة على عمان فإن قيام نظام سياسي مستقل في عمان كان يمثل إغراء ودعوة للطامحين في الأنفصال، وهو ما لم يكن العباسيون ليقبلوا به، دعك من قيام نظام سياسي معاد. وهكذا توافرت للعباسيين حجج القضاء على الإمامه الأباضية الوليدة.
وإذا كان مقتل الجلندى قد عجل بسقوط الإمامة كنظام سياسي فإنه لم يؤد إلى انتزاع دعوة الأباضية من نفوس العمانين أو إلى استكانتهم للسلطة العباسية فكثرة من ثم ثوراتهم ضد الولاة العباسيين، ولم يٌحكم العباسيون في الواقع سيطرتهم التامة إلا على السواحل العمانية والحقيقة أن العباسيين لم يتولوا حكم عُمان بأنفسهم إنما استخدموا في ذلك بعض الأسر العمانية المناوئة للأباضية من حكام عٌمان السابقين من آل الجلندى. فجاء بعد ذلك ابن أبي عفان وهو محمد بن عبدالله بن أبي عفان، كان رجلا من اليحمد إلا أنه نشأ في العراق، وكان من أهل العراق، والمعنى هو غير عُماني.
(1/3)
واختلفوا في صفة إمامته، وقيل كان إمام دفاع حتى تضع الحرب أوزارها، وإذ ذلك ينظرون الأصلح للأمة. وقال نور الدين السالمي رحمه الله: كان أمير جيش، أي لم يبايع بالإمامة، لكنهم ولوه السلطة، فاعتبر نفسه بذلك إنه إمام القوم، فأساء السيرة، وبدل وغير. و ياويل من بدل وغير عند الإباضية، لا يغتفر له خطأه ولا زلله، فإن الجلندى بن مسعود لما دمعت عينه على أبناء عمه حين رأى جنائزهم تمر به، غضب عليه المسلمون وقالوا له: أعصبية يا جلندى إعتزل أمرنا أو إعتزل.
بل وكان إبن أبي عفان يستقبلهم بالكلام الغليظ، أي يستقبل إخوانه المسلمين بالكلام الجاف بنحو كلام جبابرة الملوك، فاستنكروا أخلاقه، فإن المسلمين أهل توادد وتراحم وتعاطف، يتألمون على إخوانهم تألم الوالد الحنون على ولده الصغير، كما وصفهم الله في كتابه، ولكن كان ابن أبي عفان على خلاف ذلك، حتى قال وائل إبن أيوب، وهو من فضلاء المسلمين وعلمائهم في الدين: ليس إبن أبي عفان بإمام، بل ذلك جبار.
وإذا خرجت هذه الكلمه ونحوها من لسان مثل وائل بن أيوب رحمه الله، وهو من سادات المسلمين، فمتى تقوم لذلك الإمام قائمة. فعزله المسلمون حين لم يرضوا سيرته ولا مذهبه وكان ذلك في النصف من ذي القعدة تسع وسبعين بعد المائة وذلك قي عهد هارون الرشيد الخليفة العام للمسلمين في بغداد، وكانت ولايته سنتين وشهرين إلا شيئا من الأيام، وهذا المدة قصيرة وهي تدل على شدة قبح إبن أبي عفان عند المسلمين و خوقاته على الإسلام وعلى المسلمين.
كراماته رضي الله عنه:
وللوارث كرامات شهيره ولقد قمت بترتيب الكرامات الوارث وفق الفترات الزمنية:
(1/4)
الأولى: شجرة الليمون التى كانت أول كراماته حيث كان الإمام الوارث بن كعب ذات يوم يحرث في زرع له بقرية هجار من وادي بني حروض فسمع صوتا يقول له اترك حرثك وسر إلى نزوى و أقم الحق بها ثم ناداه ثانية و ثالثة لذلك فقال الوارث: ومن أنصاري وأنا رجل ضعيف ؟ فقيل له: أنصارك جنود الله فقال: إن كان ذلك حقا فليكن مصاب مجزي هذا ينبت ويخضر من الشجرة التى أصله منها فغرس في الأرض فنبتت شجرة ليمون ويقال إن الشجرة موجودة كما ذكره الإمام نور الدين السالمي.
الثانية: بشارة الصوت حيث كان الإمام الوارث - رحمه الله - قبل البيعه بالإمامة يختلي بنفسه كثيراً في الشعاب والفلوات وكان كلما خلا سمع صوتا يناديه ولا يرى شخصاً وهو يقول: أبشر يا وارث.
الثالثة: الرؤيا الصادقة وذلك لما أراد المسلمون عزل الإمام محمد بن أبي عفان عام 179هـ وذلك حينما ظهر منه أحداث لم تعجبهم ولم يرضوا سيرته فأخرجوه من نزوى باحتيال – كما أسلفنا وقلنا ذلك – فلما خرج من نزوى اجتمعوا واختاروا لأنفسهم إماماً ، فقدموا الوارث بن كعب الخروصي وكان الوارث ممن إشتهر بالصلاح والتقوى ، ويروى إنه قبل مبايعته بالإمامة كان يرى الرؤيا في نومه تدل على ظهور الحق على يديه ، وإنه سيتولى أمر المسلمين ، مقيماً شرع الله ، فما حدث له من مبايعته بالإمامة إلا مصداقا لما رأى .
(1/5)
الرابعة: جنود الله تحميه: مضى الوارث ذات يوم إلى مدينة الرستاق بعد ما أظهر له الله برهان البشارة، وظهور شجرة الليمون من مصاب المجز، فرأى رجلا مصلوباً على جذع، فسأل بعض الناس عن جنايته، وقالوا: أراد منه السلطان كذا وكذا من الدراهم، فأبى أن يسلمها له، لعدم توفرها لديه. فمضى الوارث إلى ذلك السلطان فسأله عن جناية الرجل المصلوب، فقال له: أردت منه كذا وكذا من الدراهم – كما أخبره ذلك الرجل- فمضى الوارث إلى ذلك الرجل المصلوب فسأله عن جنايته، فأخبره كما أخبره ذلك الرجل والسلطان، وقال الرجل: لو كان معي شيء من الدراهم لفديت نفسي من هذا الجبار.
فما كان من الوارث إلا إن قطع عن الرجل الحبل ومضى به إلى سفح الجبل المسمى ( سهيلي الحصن ) فلما أخبرالسلطان بما حدث أرسل إليه بعض عسكره، فلما اقتربوا منهما رأوا معهما عساكر كثيرة، فأتوا إلى السلطان وأخبروه الخبر، فقال: ما هو إلا ساحر، خلوا سبيله.
الخامسة: ملائكة الرحمة تحرسه: لما أراد الوارث تنفيذ ما رآه من رؤيا وما له من كرامة شجرة الليمون سار إلى نزوى وهي في أيدي الجبابرة – وملؤها جوراً وظلما – فلما وصل نزوى وجد خبازاً يخبز، وجنديا ًمن جنود السلطان يأكل خبزه، والخباز يستغيث بالله والمسلمين منه، ولما رأى الوارث الجندي على ذلك الحال، زجره ثلاثا فلم ينته، فما كان من الوارث إلا أن قتله، فمضى الوارث إلى المسجد قريب من الوادي – يسمى هذا المسجد الآن مسجد النصر- فأسرعت جنود السلطان إلى الوارث تريد قتله، فلما وصلوا قريباً منه رأوا المسجد وقد غض بالرجال المقاتلة، فما إستطاعوا إليه سبيلا، وحماه الله منهم ومن كيدهم.
(1/6)
السادسة: الوقف وكراماته: لما خرج لإ ظهارالعدل تخلف عنه أخوه محمد بن كعب، فقالوا خزر فسموه خزيراً فبنوه يقال لهم ( بنو خزير). ومر في مسيره على بئر لبني صبح يقال له زكت بني صبح وكان عليه رجل من بني صبح ومعه أربعون رجلاً فخرجوا عند الوارث فأوصى وارث بأيقاف مال ينفق منه على من حضر الإنفاق في موضع مخصوص من الهجار إلا لمانع المطر أو غيره فما زاد عن ذلك القدر فإنه ينفق على أهل الهجار وستال خاصة وأوصى لأهل زكت منه بأربعين سهماً ينفق فيهم وفي ذراريهم ولو بقى منهم رجل واحداً فهم يعطون أربعين سهماً ومنع منه بني أخيه لخزره عنه فوقفه يقسم إلى اليوم ما أوصى ولا يستطيع أحد من بني خزير أن يأخذ منه لتعجيل العقوبة ولهذا الوقف آثار شاهرة وكرامات ظاهرة ذكرها لنا من نثق به منها أنه إذا أنفق في الموضع المخصوص رأوا فيه زيادة على القدر الذى عهدوه وإن أنفقوه في غير ذلك الموضع لعذر وجدوه كما عهدوه من كيل أو وزن ومنها أنه إذا أكل من الوقف غير مستحقه عوجل بالعقوبه ولو دابه أكلت منه مع علم صاحبها بذلك عوقبت وإن لم يعلم صاحبها لم يصبها شيء وغير ذلك مما شاء الله لم يتجاسر الناقل الثقة أن نأخذ عنه جميع ذلك.
السابعة:يروى أن هندياً كان يؤذن للناس بمسجد الإمام الوارث، وذات يوم تأخر بعد صلاة العشاء في المسجد، ولما خرج من المسجد أبصر قبر الإمام الوارث وهو يشع نوراً ، فخاف ذلك الهندي مما شاهد ، فلم يكن يهدأ له بال منذ شاهد الأنوار ، وطلب السفر من عُمان إلى بلاده .
وأخيرا: الوادي يسيل ولا يضر بقبره هي أحد كراماته: وهذا نذكره في الفقرة التي تتحدث عن وفاته – رضي الله عنه وأرضاه -.
وللوارث كرامات شهيره حتى منها أن الطين الذي أصلح به جدران مسجد الإمام فيه حب بر باق في جدرانه الى هذا العهد وما ذلك الا كرامات ظاهره ظهور الشمس رابعة النهار . ...
(1/7)
ولا شك أن كرامات الأولياء معجزات لأنبيائهم تدل على صدق الإتباع لهم والإخلاص لله عز وجل ، ولا ريب فعنها ثمر الإخلاص والتقوى ، وبرهان صدق الإيمان وكم مثل هذا ذكره أهل العلم لأشياخ المسلمين وعلمائهم أئمتهم الإ أن المعجزة تأتي على سبيل التحدي لإعجاز الخصم ولذلك سميت معجزات حيث أعجزت المعارض ، أما الكرامة فلكونها إنها لصاحبها وعلو شأن له في الدين ، فإن الله لا يضع الكرامة لغير كريم في الدين كما يشيرالى قوله تعالى: ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وزهد الوارث وورعه وتقواه أنزلته تلك المنزلة العالية في الدنيا ، كما أنها عنوان منزلته في الآخرة إن شاء الله
فهذه الأحوال هي التي أهلت الوارث بن كعب لأن يكون أمير المؤمنين بعمان، وإمام المسلمين بغير نكران والفتت الأنظار اليه والى عشيرته التي لم تزل تخرج لناس فصول خواتم ينفخن عطراً أو قل بخور مكام يقذفن دراً، بل شموس معارف يشرقن نوراً فلم تزل الأئمة تخرج من هذه القبيلة في عمان لصد الإيمان وصحة التقوى ولم تزل الأمامة ضاربه أطنابها فيهم طيلة تلك العهود المارة، وإن ظهر في بعض الأحيان فسرعان ما تعود إليهم و قل أن يكون بطن منهم إلا وفيه إمام أو أئمه لأن الدين عند الأباضية مقدم على غيره.
...
وإلى اليحمد الكرام تناهت
وبها منهم مشت أمراء
منهم الوارث الأمام بن كعب
ليثها القرم بدرها الوضاء
وتوالت أئمة من خروص
سادة قادة الهدى علماء
قام سلطانهم على العدل عهداً
وعلى العدل يستطاب الثناء
الصراع بين العباسين و الأباضية أيام الوارث:
في عهده أرسل هارون الرشيد الخليفة العباسي جيشاً إلى عُمان يضم ستة آلاف مقاتل فيهم ألف فارس وخمسة آلاف رجلاً بقيادة ابن عمه عيسى بن جعفر وهو أخو زبيدة زوجة الخليفة وأم محمد الأمين لإخضاع عُمان تحت خلافته أو سلطته. وقد جاء الأمير العباسي في أساطيل بحرية.
(1/8)
ولما علم داوود بن يزيد المهلبي وهو من عمال الخليفة هارون الرشيد وأحد أركان الدولة العباسية خبر الجيش العباسي إلى عُمان بقيادة أبن عم الخليفة ، قام و عقد وأخذته الحمية لقومه الأزد ووطن آبائه ومنبت أجداده عُمان فهو حفيد المهلب أبن أبي صفرة العماني إلا أنه لا يستطيع إظهار ذلك فكتب سراً إلى والي صحار وهو مقارش بن محمد اليحمدي يخبره بذلك فكتب الوالي –بدوره- إلى الإمام الوارث بن كعب يعلمه بالموضوع ويطلب منه تعليماته وتوجيهاته ، فأصدر الوارث أمراً إلى ذلك الوالي بصحار يأمره أن يلتقي بالأمير العباسي بمن معه من الجنود والأبطال العُمانين.
توجه الوالي اليحمدي وكله حزم وعزم وبطولة وشجاعة في ثلاثة آلاف مقاتل ، فتلقاه الوالي المذكور في (حتا) بشمال صحار فوقعت بينهما معركة طاحنة كبرى كان النصر فيها حليف العُمانين وانهزم عيسى بن جعفر وتوجه إلى أساطيله بالبحر ، فقام الليث الهصور أبو حميد بن فلج الحداني السلواتي ومعه عمرو بن عمر في االبحر في ثلاثة مراكب فدخل عليهم أبو حميد بمركبه حتى تغلغل فيهم وأنتصر العمانيون عل الرغم أن عدوهم يفوقهم عدداً وعدةً فأسره عيسى وخرج به إلى صحار فحبس في صحار.
وتجهز الإمام من نزوى للقاء عيس بن جعفر لأنه يدري ماذا يكون منه وهل ينتصر أو يغلب فإن جيوش بغداد مازالت تدق عمان دقا عنيفا والحرب سجال فلما وصل الإمام (سيفم) خارجا على طريق الظاهرة لأن الغزاة دائما كانوا من هذا الطريق وها هنا وافاه الخبر بهزيمة عيسى بن جعفر فرجع إلى نزوى.
(1/9)
فلما وصل الوارث نزوى بلغه أن عيسى بن جعفر في السجن ، فقام رضي الله عنه في الناس خطيبا فقال: أيها الناس ، أني قاتل عيسى بن جعفر فمن كان معه قول فليقله. فقام علي بن عزرة وكان من فقهاء المسلمين فقال: إن قتلته فواسع لك وإن تركته فواسع لك.أي لأنه باغ والباغي حلال الدم و يجوزالعفو عنه إذا رأى الإمام الصلاح في العفو عنه فأمسك الأمام عن قتله ، وتركه في السجن.
...
إلا أن قوما من المسلمين وفيهم رجل يقال له يحيى بن عبدالعزيز- رحمه الله – وكان من أفاضل المسلمين ولم يتقدم عليه الفضل في عمان بعد الإمام الوارث. أنطلقوا من غير أن يعلم الإمام ولا الوالي إلى صحار ، فتسوروا السجن على عيسى بن جعفر فقتلوه في السجن ، وأنصرفوا من ليلتهم. وقال الفقية ابن رزيق لوصف الأحداث هذه الأحداث:
ولما جاء عن هارون عيسى يحث لجنده الخيل العرابا
مرت وقد ترمح أبناها في الجو بلق عربيات
أو نسوة الزنج بأيديهم لرقص قضب ذهبيات
فسر يا فارس وشكا إليهم فإن الروع عن حو باك غابا
فبادر فارس أجناد عيسى فأطعمهم وخيلهم الكلابا
وفي قيد غدا بصحار عيسى فسقته الشراة الختف صابا
حسام سليل كعب ما حكاه شهاب إذ به بهر الشهابا
ولما بلغ هارون الرشيد خبر هزيمة جيشه الغازي عمان و قتل ابن عمه عيسى ، هم بانفاذ جيش كثيف لعمان ليمحو الآثار وينشر في أهل البلاد الدمار حتى بلغ خبره عمان ولا شك أن أهل عمان يتوقعون منه ذلك ، فارتاع أهل عمان لذلك واهتموا من قبل أي إهتمام ثم في هذا الأثناء قضى الله على هارون بالموت ، فمات من قبل أن ينفذ الجيش في (طوس) ليلة السبت من جمادى الآخره سنة ثلاث و تسعين بعد المائه. وأراح الله منه الأمة وتلك الدنيا وهذا فعلها بأهلها والله المستعان.
وفاة الوارث:
قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
(1/10)
بعد ما قضى الوارث بن كعب رحمه الله اثني عشرة سنة وأشهرا في إمامته قائما بواجبات الله عز وجل ، عاملا بمقتضى الكتاب والسنة ، حافظا لحقوق الأمة حاميا للبيضة جاءه مالا بد منه لينتقل من دار الفناء إلى دار البقاء التي هي المرجع للكل ، وذلك أن حبس المسلمين كان عند سوقم مايل من نزوى في وادي كلبوه تحت الشجر ، ولعل هناك كانت ظهرة مرتفعة عن مجرى السيل إلا إذا جاء جارفا يفيض إليها فيغمرها سيله ، وأنه وقع مطر غزير وسالت الأودية وبالأخص وادي كلبوه ، و كان الأمام لما رأى الوادي يتزايد ويرتفع أمر بإطلاق المساجين خوفا عليهم من اجتياح الوادي لهم ، فلم يجسر أحد أن يصل إليهم ، ولما رأى الإمام رحمه الله ذلك عز عليه أن يصبح مساجينه ضحية الوادي وهو حي يغدو ويروح ، فقال قولته المشهورة : أمانتي وأنا مسؤول عنهم غدا وارتمى إليهم لينجيهم مهما استطاع فطغى عليه السيل فحمله مع مساجينه وهم على ما يقال كانوا عددا ، ثم تبع الإمام ناسا من أصحابه ممن عاهد الله مع إمامه في حله وترحاله ، فكانوا على ما قيل سبعين رجلا حملهم السيل فأغرقهم.
قضى ليلا بسيل عم نزوى فما أبقى إلى سيل عبابا
(1/11)
وإذا بالإمام المرضى على شعير الوادي عند الطريق السافل من سعال بالجانب الشرقي منه ، فصاح صائحهم وتلاقوا عليه وأراده كل فريق أن يتولوه ويدفنوه معهم ، وهموا أن يقتتلوا على ذلك خصوصا أهل العقر وأهل سعال ، وبلغ الأمر الاعتماد على القوة ، وأخيراً اتفقوا أن يدفنوه في المكان الذي وجدوه فيه صلحا بين الطرفين ، فتراضوا بذلك ودفن مكانه ، وإذا طغى السيل ووصل إلى ذلك المكان افترق عن القبر ولم يمسه وهذه إحدى كراماته –كما أشرت- وقبره معروف عند الكل ، وكان الأئمة يزورونه باستمرار ، لكونه كان فقيد الأمة الإباضية بعمان ، المنقذ لها من ظلم الجبابرة ن آل الجلندى وأعوانهم ، كان محبوباً في الأمة إلى حد بعيد، كان مخلصا لقومه رءوفا بهم محسنا إليهم شفيقاً عليهم ، يبذل النفس والنفيس في صلاحهم ، لا يبالي بما يلاقي في طاعة الله عز وجل.
كانت وفاة الإمام الوارث رحمه الله في اليوم الثالث من جمادى الأولى سنة اثنين وتسعين بعد المائة. و صدق الله العظيم إذ قال: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).
أمر عُمان بعد إمامة الوارث رحمه الله :
(1/12)
اجتمع علماء الأباضية في منطقة فلج ضوت بعد وفاة الإمام الوارث بن كعب الخروصي، وكان من أبرز المجتمعين سليمان بن عثمان وسعدة بن تميم وقد أراد سليمان بن عثمان أن يكتب إلى الشرق والسر (1) للنظر في انتخاب إمام جديد ولما كانت منطقة الشرق من عمان تثير المتاعب للإمامة الأباضية لاستيطانها من قبل بني هناة وقبائل مهرة إذ أنها بقيت لفترة طويلة البؤرة التي تنطلق منها الإضطرابات القبلية فلم يوافق سعدة بن تميم على رأي سليمان بن عثمان وقال له سعدة بن تميم (( أتريد يا أبا عثمان أن تجتمع الناس فيختلفون علينا ولكن اقطع الأمر )) ، ويشير السالمي إلى أنه حذر سليمان بن عثمان من التباطؤ في اختيار إمام جديد للإمامة تجنبا للفرقة التي قد يحدثها غوغاء الناس . فوقع اختيارهم على غسان بن عبدالله الفجحي اليحمدي الأزدي لتولي الإمامة في الرابع من شهر جمادى الأولى سنة 192 هـ / 807 م . ولا نعرف السبب في تفضيله على غيره لتولي منصب الإمامة إذ لا تشير المصادر الأباضية إلى أي نشاط قام به في خدمة الدعوة الأباضية قبل تولية الإمامة . ويحتمل أن اختياره للإمامة لقوة شخصيته وكفاءته كما ظهر من خلال حكمه لعمان إذ سار بالإمامة الأباضية سيرة مرضية (2) .
ويذكر الإمام السالمي في تحفة الأعيان أن الذي نصح سليمان بن عثمان هو مسعدة بن تميم وليس سعدة بن تميم، ولعل سبب هذا الاختلاف هو اختلاف المصادر الذي أعتمد عليها كلا منهما (3) .
__________
(1) - تقع السر إلى الشمال الغربي من ولاية نزوى في منطقة الظاهرة من عمان ،وخصت قرى العينين والعراقي والغبي البائد بأسق أرض السر )) أنظر السعدي مجلة رسالة الإسلام .نقل عن كتاب الحركة الأباضية .
(2) - الحركة الأباضية ص 224- 225 .
(3) - أقصد الإمام السالمي وصاحب كتاب الحركة الأباضية ( مهدي طالب هاشم ) .
(1/13)
وبايع المسلمون الإمام غسان بن عبدالله على ما بويع عليه الإمام الوارث بن كعب الخروصي ، يقول الأزكوي (1) (فوطئ أثر المسلمين وعز الإسلام وأهله وخمد الكفر ) .
حكم عمان الإمام غسان بن عبدالله اليحمدي الذي كان أول من بنى أسطولا من الأئمة حينما إتخذ سفن الشذاة للقضاء على القراصنة الهنود الذين كانوا يهددون الشواطيء العمانية. ووفقا للسالمي فإن عهده كان خيراً على عمان إذ في زمانه خصبت عمان خصبا ً كثيراً وصارت خير دار.
قيل أنه مرض يوم الأربعاء لثمان بقين من _ ومات يوم الأحد بعد صلاة الفجر لأربع بقين من ?سنة سبعة ومائتين للهجرة ، وكانت إمامته خمس عشرة سنة ، وسبعة أشهر وسبعة أيام ، وقيل خمس عشرة سنة وستة أشهر وعشرين يوماً (2) .
بعد وفاة الإمام تولى الإمامة بعده الإمام عبدالملك بن حميد ، وهو من بني سودة بن علي بن عمرو بن عامر بن ماء السماء الأزدي ، فسار سيرة الحق والعدل واتبع أثر السلف الصالح ، وصارت عمان يومئذ خير دار (3) .
أما حال العباسيون فقد إستمرت غزواتهم لعمان الى عهد الأمام الخليل بن شاذان فقد صارعوه وقاتلوه الى أن قضوا على امامته وقادوه أسيرا من عمان لا يقدر على نصرته أحد حتى مضى على ذلك عهد وهو معهم ولا يدري العمانيون شيئا عنه وهل هو حي أم ميت. وأخيراً نذكر أئمة القرن الثاني للهجرة حتى تتجلا الصورة وتتضح:
- الجلندى بن مسعود بن جيفر بن الجلندى بن معولة بن شمس ( وهو أول إمام بعمان ).
- محمد بن أبي عفان من اليحمد.
__________
(1) - هو العلامة الكبير موسى بن أبي جابر الأزكوي ( نسيبة إلى إزكي إحدى مدن عمان ) من علماء الأباضية بعمان ، كان له دور كبير في إدارة شؤون البلاد في زمانه ، توفي سنة 181 هـ ، 797 م ، مجموعة باحثين ( دليل أعلام عمان ) ص 155 ، البطاشي ( إتحاف الأعيان ) ج 1 ص 168 .
(2) - تحفة الأعيان ص 84 وتاريخ أهل عمان ص 62 .
(3) - تاريخ أهل عمان ص62- 63 .
(1/14)
- الوارث بن كعب الخروصي ويعتبر الحاكم العاشر وثاني إمام بعمان
-غسان بن عبد الله الخروصي.
ولإيضاح الصورة أكثر فالحقيقة إن محمد بن أبي عفان اليحمدي ليس بإمام كما قال أئمة الحق والإستقامة بل جبار ولكنه حكم عمان لمدة عامين وشيئا من الشهور لهذا هو يعتبر إنه أحد حكام عمان في القرن الثاني للهجرة. كما إن هنالك حكام بين الإمام الجلندى بن مسعود وإبن بني عفان اليحمدي وهم من آل الجلندى حتى اجتمع أهل الحق لتولية من هو أهل لهذا المقام.
عاصمة الوارث "نزوى":
وعندما نتحدث عن الإمام الوارث فلابد أن نذكر العاصمة الأولى لعُمان ألا وهي نزوى ، فنزوى صارت كرسي الإمامة في عُمان منذ العهد ، قال الإمام نور الدين السالمي: وكان مقام الإمام بنزوى في بيت الإمامة قي العقر وهو الذي يسمى الآن الحصن وهذا يدل أنهم إتخذوا للإمامة في نزوى مركزاً خاصا للزعامة ، وقد لازم نزوى الإمام الوارث بن كعب رحمه الله ولم تكن قبله لذلك ، بل استمر بها الحال بعده ، وفي عهد الإمام غسان سميت تخت مُلك العرب أي في عمان خاصة فإن تخت مُلك العرب مطلقا كانت مكة المكرمة ثم إنتقل بمحمد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة ، ثم إلى الشام أيام معاوية ثم إلى العراق أيام بني العباس وهكذا لكل جيل خصائص . وقال الإمام السالمي: في زمان الإمام غسان اليحمدي سميت نزوى بيضة الإسلام، وقال فيها:
فافرق بها حتى يستبن لها فرق على بيضة الإسلام عنوان
إنزل فديتك عنها إن وجهتها تخت الأئمة مذ كانت ومذ كانوا
وبقيت نزوى عاصمة عمان لفترات طويلة، الخلاصة أن نزوى عرش الإمامة في عُمان ، ولم يتبدل عنها العُمانيون عاصمة لإمامتهم ومهما كانت الحال في عُمان ، فقد إستوطنها الأئمة والعلماء والقضاء ، وكم حوت تربتها من إمام وفقيه وزاهد وعابد :
فإن تيامنت الحوراء شاخصة لها مع السحب أكناف وأحضان
فحط رحلك عنها إنها بلغت نزوى وطافت بها للمجد أركان
(1/15)
هناك إنزل وقبل تربة نبتت بها الخلافة والإيمان إيمان
إنزل على عرصات كلها قدس للحق فيهن أزهار وأفنان
إنزل على عدنات النور حيث حوت أئمة الدين قيعان وظهران
حيث الملائكة إحتلت مشاهدهم لها على الحل والتعريج إدمان
أرض مقدسة قد بركت وزكت تنصب فيها من الأنوار معنان
ميمونة بركات الله تنفحها واليمن يثمره علم وإيمان
رست بها هضبة الإسلام من حقب وإن قضت بإستتار العدل أحيان
قديمة الذكر عاز الدين عائذها من يوم أصبح توحيد وقرآن
قامت بها قبة الإسلام شامخة حتى تواضع بهرام وكيوان
ولم تزل عرضة للعدل عاصمة للإستقامة فيها الدهر سلطان
كما أشهر الله فيها من حسام هدى كأنها لسيوف الله أجفان
كنانة لسهام الله ما فرغت مذ كان للجورشيطان وسلطان
بحجة الله قامت في الشقاق لها بدين ذى الثفنات الحبر إيقان
لسرها واختصاص الله قائمها بالنصر والفتح برهان فبرهان
تعاقبت خلفاء الله منصبها منذ الجلندى وختم الكل عران
ثم الصلاة على المختار سيدنا خير البرية مأمون ومنتخب
كلمة ختامية
أحمدك على آلائك يا من جعل التاريخ عبرة وذكرى وأشكرك على عونك وتوفيقك إياي إلى إظهار هذا البحث الجامع من سيرة الإمام الوارث بن كعب ،والصلاة والسلام على خير مبعوث هدى وبشرى ، سيدنا محمد وآله وصحبه الذين بلغوا عنه ضروب السعادة والهداية إلى الدرجات العلى.
(1/16)
وبعد فقد تم بعون الله وتوفيقه كتابة هذا البحث الذي تحدث عن أمامنا الجليل الوارث بن كعب الخروصي. وحاولت أقصى الطاقة لترتيب الأحداث وعلى الرغم من وجود مصاعب جما للحصول على المعلومات المطلوبة حيث وجدت إن كثير من الكتب تعتمد على تحليل إمامنا الجليل نور الدين عبدالله السالمي رحمه الله ولم أجد في الشبكة العالمية(الأنترنت) إلا معلومات قليلة وهذا ما يؤسف عليه وأنا أسجل إستغرابي لماذا نتخاذل أمام تاريخنا و لا نعيرله أهمية، وحتى لا يقال إن أكثر أهل عُمان لا يعيرون التاريخ آذانا ولا يهتمون به فإنه يجب علينا أن نبدأ صفحه جديده نعير لتاريخ العماني شيء من الإهتمام ونحن معينون بتحقيق التاريخ، وما يحتوي عليه من الأمور الناضجة والحقائق الصادقة التى لابد من العمل بها. . .
ونرجو الله التأييد في إنجاز مختصر لتاريخ الوارث رحمه الله فهو المرجو أولا وآخراً وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
المقدم:
عبدالحميد البطاشي
قائمة المراجع
أولاً: القرآن الكريم
ثانياً: المراجع العربية:
1- ابن رزيق .حمد بن محمد: الشاع الشعاع بالمعان في ذكر أئمة عمان، من مطبوعات وزارت التراث القومي والثقافة، آمون للتجليد والطباعة، القاهرة، 1403هـ - 1984 م.
2- السالمي. عبدالله بن حميد بن سلوم: تحفة الأعيان بسيرة أهل عُمان، الجزء الأول، الناشر مكتبة الإمام نور الدين السالمي، مسقط، سلطنة عُمان، 1995 م.
3- السالمي. عبدالله بن حميد بن سلوم: منظومة كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة.
4- السيفي. محمد بن عبدالله بن سعيد: النمير حكايات وروايات، الجزء الأول، كتاب غير منشور.
5- النبهاني. يوسف بن إسماعيل: جامع كرامات الأولياء، الجزء الأول، دار الفكر، بيروت، لبنان، 1423 هـ - 2002 م.
6- سالم بن حمود بن شامس السيابي، عمان عبر التاريخ ( الجزء الثاني )، الناشر وزارة الترات القومي والثقافة. 1406 هـ - 1986 م.
(1/17)
7- الأغبري. سيف بن يوسف بن سيف الأغبري: الكرامة لأهل الحق والأستقامة ( الجزء الأول ). الناشر: غير معروف. 1424 هـ - 2004 م.
ثالثا : شبكة المكعلومات العالمية :
1- www.aicp.de
2- www.dorar.net
3- www.nabulsi.com
وشكر خاص للمكتبه الرئيسة التابعة لجامعة السلطان قابوس
******
الموضوع ... الصفحه
المقدمة ... 2
تمهيد ... 3
كراماته رضي الله عنه ... 5
الصراع بين العباسين و الأباضية أيام الوارث ... 8
وفاة الوارث ... 10
أمر عُمان بعد إمامة الوارث رحمه الله ... 11
عاصمة الوارث "نزوى" ... 13
كلمة ختامية ... 15
قائمة المراجع ... 16
الفهرس ... 18
((ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون))
تم بحمد الله
حرر يوم الخميس 10من ذي الحجة لعام 1425 هـ،الموافق العشرون من شهر يناير لعام 2005م
(1/18)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق