الكتاب : الإمام ناصر بن مرشد الإباضي يخلص أموال الشيعة من أيدي النصارى لـ؟؟
ترقيم الصفحات آلي غير موافق للمطبوع
الإمام ناصر بن مرشد الإباضي يخلص أموال الشيعة من أيدي النصارى
------------------------------------------------------------
الحلقة الثامنة / هذه نافذة أخرى نطل منها على تأريخ أمتنا المجيد في إطار الوحدة ، والألفة بين أبناء الأمة الإسلامية .
الإمام ناصر بن مرشد العماني أنقذ الله به البلاد والعباد سنة 1034 هـ ، يقول فيه الإمام السالمي في جوهره :
سليل مرشد فكان ناصرا ........... ومرشدا في الدين رشدا ظاهرا
وذلك أن عمان ـ داخليا ـ كانت منقسمة ، حيث ملَكَ الرستاق يومَئذ مالك بن أبي العرب ، وملكَ نخل سلطان بن أبي العرب ، وملكَ سمائل مانع بن سنان العميري ، وملك َ سمد الشأن علي بن قطن الهلالي إلخ هذا الوضع المتداعي ؛ لأن كل فريق كان يتحين الفرصة للانقضاض على الآخر .
وأما خارجيا : فبدأت رايات البرتغاليين ترفرف على حدود البلاد ، ولعابهم يسيل ، بسبب ما رأوه من الفرقة والتمزق ، وكم لدِغنا من هذا الجحر ولكن من يعتبر ؟!
فكان وصولهم في عام 912 هـ ـــ 1500 م ، واستولوا على بعض ساحل عمان عام 913 هـ .
انظر كتاب الدعوة الإسلامية في عمان في عهد اليعاربة للدكتور سالم بن محمد بن سالم الرواحي ص24 ،27 .
(1/1)
فرشَّح أهل العلم ناصر بن مرشد للإمامة ومن بين الذين رشحوه الشيخ خميس بن سعيد الشقصي صاحب " منهج الطالبين ، حيث كانت أم الإمام ناصر بن مرشد تحته بعد وفاة أبيه ، وقد تولى تربيته بنفسه ، لما رأوه عليه من كفاءته لهذا المنصب ، وكان عدد العلماء الذين اجتمعت كلمتهم على تنصيب الإمام ناصر سبعين رجلا من جهابذة العلماء . ( المصدر السابق ص 80 نقلا عن الفتح المبين في سيرة السادة ألبوسعيديين ص 226 ) .فتم بعون الله توحيد البلاد ، إلا أن الزعامات لم تزل تغلي فشمر الإمام عن ساعد الجد وقمع البغاة المتمردين وتتبع فلولهم ومن هؤلاء مانع بن سنان العميري أميرسمائل فهجم عليه في معقله ،ففر إلى فنجا ، ثم إلى مسكد ( مسقط ) ثم إلى ( لوى ) الباطنة شمالا ، ومن البغاة أيضا سيف بن محمد الهنائي أمير بهلا وبلاد سيت ، وقع في الأخير أسيرا في يد الإمام فاستعفى الإمام فعفى عنه ، وأما إخوته فهربوا إلى صحار ولاذوا بالنصارى ؛ إذ كانوا هم المسيطرين على صحار ، وعلى مسقط وقريات وصور .
(1/2)
يقول الإمام السالمي : وأما إخوة سيف ، وأعيان قومه فإنهم التجأوا إلى النصارى بصحار ، وصاروا يمدون إخوانهم المحصورين بالطعام وآلة الحرب، ويغزون جيش الإمام ليلا ، ثم جهز القائد سرية ولى عليها محمد بن علي ، وأمرهم أن يهجموا بالليل على من بصحار منهم ، فكبسوهم قبل الصباح في الموضع المسمى ( منقل ) وهو مما يلي الجنوب من الحصن على ساحل البحر ، فدارت بينهم رحى الحرب ، واشتد الطعن والضرب ، ثم رجع منصورا ، ولم يزالوا محاصَرين ، لحصن لوى ... ثم إنّ الإمام جهز جيشا أمر عليه مسعود بن رمضان ، وأمره أن يسير إلى مسكد ( مسقط ) وكان فيها يومئذ النصارى، فسار مسعود بمن معه حتى نزل ( طوي الرولة ) في مطرح ، فخرج إليهم النصارى ، فتعاطوا كؤوس الحِمام ، وعظم بينهم الالتحام ، فنصر الله المسلمين ، وهزم المشركين ، وقتل منهم خلق كثير ، لا يحصون عددا فتمنعوا بالكيتان ، وبعالي البنيان ، وهدم المسلمون من مسكد بروجا شامخة وأبنية منيعة .
ثم إنّ النصارى طلبوا الصلح فصالحهم القائد على فك ما في أيديهم من أموال العمور ، وأموال الشيعة من صحار فأذعنوا لذلك وأخذ منهم العهود ، وأعطاهم الأمان ، ورجع الإمام منصورا اهـ تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان ج2 ص 9 ـ 10 مع بعض تصرف .وانظر الفتح المبين في سيرة السادة ألبو سعيديين لابن رزيق ص239 .
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الإباضية يرون عصمة مال إخوانهم من المسلمين من كافة المذاهب الإسلامية في السلم ، والحرب ، وأن واجب الأخوة الإسلامية يحتم عليهم تخليص أموال إخوانهم كما يخلصون أموالهم ، وهذا خلاف ما يلهج به كتاب المقالات ومن ينقل كلامهم من غير تحر للحقيقة ، فكم سمعنا من عبارات عن الإباضية أنهم يأخذون أموال مخالفيهم غنيمة !
(1/3)
نشكو إلى الله من هذا الظلم ، ولعلي أن أجد مدخلا لهذا الموضوع في الحلقات القادمة لترى أخي القارئ مواقف الإباضية مع أموال الموحدين الباغين حتى ترى الحقيقة ناصعة ، إن شاء الله ، وإلى الملتقى بحول الله .
(1/4)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق