الكتاب : إرشادات تربوية للتحكم في الصف الدراسي لقاسم حميد أوجانة
ترقيم الصفحات آلي غير موافق للمطبوع
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:
أحب أن أشارك بهذه المقالة البسيطة حول قضية ضبط الفصل وحفظ النظام العام فيه، وهي عبارة عن هدية أقدمها للمعلمين والمعلمات في حقل التعليم؛ لأداء رسالتهم النبيلة. والله من وراء القصد.
وقبل أن أبدأ. أود أن أقدم إليك عدداً من الكتب والرسائل القيمة في هذا المجال لتكون بين يديك أختي المعلمة لتستفيدي الخبرة.
1 – كتاب: الأجوبة الفقهية على الأسئلة التعليمية والتربوية ( 110 فتوى تهم الموجه والمدير والمدرس والتلميذ ) لفضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين، من منشورات دار القاسم، الرياض.
2 – كتاب: نداء إلى المربين والمربيات، لتوجيه البنين والبنات، للشيخ محمد جميل زينو، نشر دار الصميعي، الرياض.
3 – كتاب: مع المعلمةين، للشيخ محمد بن إبراهيم الحمد، نشر دار ابن خزيمة.
4 – كتاب: المدرس ومهارات التوجيه، للشيخ محمد بن عبد الله الدويش، نشر دار الوطن، الرياض
5 – كتاب: المرشد النفيس إلى أسلمة طرق التدريس، للآباء والدعاة والمعلمة، ومن يهمه تربية أبناء المسلمين، للدكتور: محمد صالح بن علي جان، نشر دار الطرفين، الطائف.
6 – كتاب: معاً في طريق النجاح ( مواقف – تأملات – توجيهات ) للمعلمين والمعلمات، للأستاذ منصور بن عبد العزيز الخريجي، نشر دار الوطن، الرياض.
7 – كتاب: خطوة.. خطوة.. نحو الهدف، آراء وأفكار تساعدك على بلوغ أهدافك، تأليف: أحمد سالم با دويلان، نشر دار طويق، الرياض.
والآن إلى الموضوع..
في هذا المقام يجب أن أشير إلى أهمية أن تقوم المعلمة بغرس العقيدة الإسلامية الصحيحة في نفوس التلاميذ وإشعارهم بأهمية العلم وقيمة المعلمة باعتباره من ورثة الأنبياء، وتعريفهم بثواب طالب العلم واحترام الملائكة له وفرشها أجنحتها له رضاً بما يطلب.
(1/1)
إن قيام المعلمة بعملها بإخلاص وتفاني في أدائها وشعور التلاميذ بذلك يعد من أهم الأسباب وأفضل الشروط للانضباط الذاتي.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه ليس هناك قاعدة ذهبية لحفظ النظام، لأن ما ينفع في حالة قد يضر في حالة أخرى، حيث أن القدرة على ضبط النظام والهيمنة على التلاميذ وتوجيه دفة الدرس كما تريد المعلمة شيء موهوب، ولكوني مع ذلك يمكوني أن نصل إليه بالتدريب في مواقف تعليمية مختلفة.
وفيما يلي بعض الإرشادات الهامة والنصائح على ضبط الصف وسيادة النظام:
1 – لا تبدأ عملاً قبل أن يسود النظام تماماً في صفك، أي لا تبدأ في التدريس قبل أن يهدأ الجميع، وينتبه إليك كافة التلاميذ.
2 – إذا دخلت الصف والفوضى سائدة، فلا تثر ولا تغضب، وإنما اتخذ مكاناً مناسباً بحيث ترين ويراك جميع التلاميذ ثم تجول بنظرك بين جميع التلاميذ وتفرس في وجوه من أثار الفوضى، ونادي أحدهم حتى تضمن أنهم قد أحسوا بدخولك ووجودك بينهم.
3 – حاولي قدر الإمكان عدم الجلوس؛ حتى لا تحدث الفوضى في الصف.
4 –حاولي إيقاف التلاميذ المشاغبين عند حدهم حتى لا يفسدوا عليك الجو الدراسي، وذلك باستعمال الأسلوب المناسب حسب ما تقتضيه الظروف، فلكل حالة أسلوبها الخاص وطريقتها المناسبة، مثل:
أ – بعض التلاميذ قد يرتدع بمجرد النظر إليه.
ب – ومن التلاميذ من يحتاج إلى النظرة القاسية.
ج– ومن التلاميذ من يتّعظ بالعتاب.
د – ومن التلاميذ من لا يرتدع إلا بالعقاب: بدءاً من التوقيف في مكانه في الصف، أو التوقيف أما زملائه ووجه للحائط، مروراً بطرده وحرمانه من الحصة وإرساله للمشرف الاجتماعي أو الدراسي أو مدير المدرسة.
(1/2)
وهذه الخطوة لا تقدم عليها إلا إذا ضاقت عليك السبل، ولا تكتفي بطرده من الفصل فقط، بل لابد أن ترسله إلى المشرف، لأنه إن خرج من الفصل أخذ بالتجوال بين الفصول وربما قام بالتشويش على باقي المدرسين في الفصول الأخرى. وبهذا تكون قد أفسدت على غيرك دون قصد، حتى يتم الاتصال بولي أمره لتوقيفه عند حده، وانتهاء بالعقاب البدني التي قد توقعه إدارة المدرسة، أو طرده من المدرسة جزئياً لبعض الوقت، أو طرده نهائياً حتى لا يفسد غيره من التلاميذ.
5 – حاولي أن يظهر على تعابير وجهك ونبرات صوتك، تأثرك وغضبك لما حدث من فوضى واضطراب.
6 – يجب أن تفرق المعلمة بين عدم استطاعة التلميذ القيام بعمل ما، وبين عدم رغبته في أدائه، فالنوع الأول من التلاميذ يحتاج إلى التوجيه والإرشاد والشرح والتوضيح، أما النوع الثاني فهو النوع المتمرد الذي يحتاج المعلمة إلى تقديم النصح له وقد يحتاج معه إلى الترغيب والترهيب أو الحزم أو العقاب إن لزم الأمر.
7 – احرصي على الحصول على قائمة بأسماء التلاميذ قبل دخولك للصف؛ حتى لا تضطر إلى الحصول عليها من الطبلة أنفسهم، وخصوصاً في الصف الكبير؛ لأن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى الفوضى والاضطراب داخل الصف.
8 – في أول لقاء مع التلاميذ عرفهم على نفسك بإيجاز وأخبرهم باختصار شيئاً عن نفسك دون مغالاة أو مبالغة أو تعال عليهم، واكتب اسمك على السبورة بوضوح وعرفهم كيف ينادون اسمك.
9 – احفظ أسماء التلاميذ بأسرع ما يمكوني؛ لأن ذلك أمر حيوي وضروري حتى لا تضطر إلى الإشارة إلى المكان الذي يجلس فيه التلميذ، وكل واحد يقول أنا، أنا، أنا حتى ولو كانت الإشارة واضحة فهذه فرصة ذهبية للمشاغبة وإثارة الفوضى.
(1/3)
10 – قم بإعداد درسك إعداداً جيداً، فالمعلمة المتمكوني أقدر على ضبط الصف وشد انتباه التلاميذ وإثارة اهتمامهم واستقطاب تفكيرهم، ولكي تعد درسك جيداً لابد من الاطلاع – بالإضافة إلى الكتاب المقرر – على المراجع الأصلية والتوسع في الموضوع وهضم المادة واختيار الأمثلة والتشبيهات المناسبة، وكل ما يساهم في ربط المادة بالحياة، واختيار الوسائل التعليمية المناسبة التي تضفي على الدرس القوة والحيوية.
11 – يجب على المعلمة التحدث باللغة الفصحة المناسبة لمستوى التلاميذ، وألا تستخدم عبارات أو كلمات فوق مستوى التلاميذ أو يستخدم لغة صعبة أو غير ملائمة لقدراتهم العقلية أو مستواهم العلمي.
12 – يجب على المعلمة أن يتحقق من أن جميع التلاميذ يسمعونه بوضوح، ويمكوني للمعلم أن يتأكد من ذلك بأن يطرح على أحد التلاميذ البعيدين سؤالاً يعرف منه أن الجميع يسمعونه.
13 – يجب على المعلمة أن يوزع الزمن على أجزاء الدرس المختلفة حتى لا ينتهي الدرس قبل فترة طويلة من نهاية الحصة؛ فلا تدري ما تقول وما تفعل في الجزء المتبقي من الحصة، فترتبك وتكثر أخطاؤك ويبدأ الهرج والمرج والفوضى والاضطراب.
14 – عند تحضير الدرس، حاولي أن تخمن المشكلات والصعوبات التي يحتمل أن تواجهها أثناء التدريس، إن الحدس الجيد هو من السمات التي يجب أن تتحلى بها المعلمة القديرة.
(1/4)
15 – لا تنغمس في موضوع الدرس بحيث تنسي أنك تدرسي بشراً، ولذلك فإننا ننصح المعلمة بأن يجعل الفواصل المنشطة تتخلل درسه، لأن العقل المجهد المتعب لا يستطيع التركيز، مما يعوق الانتباه ويحول دون الفهم، فلا بد من ترويح القلوب ساعة بعد ساعة، لأنها إذا كلت عميت، والمعلمة القدير هي الني تفسح المجال في خطة الدرس لإشباع نشاط التلاميذ في أمر مفيد يستنفذ طاقاتهم الحيوية في أشياء مقبولة سلوكياً ومفيدة للتلاميذ؛ فبدلاً من أن يقوم التلاميذ بالتنفيث عن أنفسهم بالحركة والكلام والمشاغبة، وإثارة الفوضى، فإن المعلمة مطالبة بأن تقوم بفواصل منشطة؛ لأن الدرس الذي يسير على وتيرة واحدة درس ثقيل على النفس، مما يؤثر سلبياً على انتباه التلاميذ.
16 – إذا حصلت الفوضى وأنت في الصف، فلا تفقد السيطرة على أعصابك والزم الهدوء؛ لأن السيطرة على النفس والأعصاب وسيلة للسيطرة على الآخرين.
17 – يجب على المعلمة إشاعة روح المحبة والمودة والألفة والوئام بينه وبين التلاميذ، وهذا من شأنه إزالة التوتر والخوف العصبي والانقباض العقلي، ويشيع في الصف الشعور الفياض بالسعادة الغامرة؛ لأن حب المعلمة يستدعي بالضرورة حب المادة التي يعلمها، والمحبة أساس النجاح والتوفيق في أي عمل.
18 – حاولي ما أمكوني توزيع المقاعد لتترك فراغات يمر فيها التلاميذ؛ حتى سهل أمر مرور التلاميذ من وإلى السبورة، أو عند وجود طارئ يتطلب إخلاء الصف بأقصى سرعة كحدوث التماس في الكهرباء... وما أشبه ذلك من أمور.
19 – وزعي التلاميذ على الصف حسب أطوالهم، وليكون القصير في الأمام والطويل في الخلف؛ حتى لا يعيقوا رؤية الآخرين للسبورة وتحصل فوضى أنت في غنى عنها، أما التلاميذ الطوال الذين يشتكون من نقص في السمع أو البصر، فضعهم في الجوانب في الصفوف الأولى.
20 – عود التلاميذ على عدم تبديل أماكوني جلوسهم في الصف إلا بإذن منك، وأن يكون ذلك لسبب مقبول ومعقول.
(1/5)
21 – قف في الصف في مكان مناسب بحيث يراك جميع التلاميذ، وبحيث تستطيع أن ترى وتسمع كلما يحدث في الصف.
22 – يجب أن يشعر التلميذ بأنه معرض للسؤال في كل لحظة من لحظات الدرس، وبذلك يركز التلاميذ تفكيرهم في الدرس لا في أمور خارجية تستدعيهم الخروج عن فروض الأدب.
23 – عود التلاميذ الاستئذان عند طلب الجواب، ورفع اليد في هدوء وعدم قول أنا.. أنا.. أنا، وعدم مقاطعة المعلمة قبل أن ينتهي من إلقاء السؤال؛ لأن الاستئذان أمر ضروري يجب أن يتعوده التلاميذ حتى لا تحصل الفوضى، وهذا أمر ينبغي الصبر عليه ومحاربته من قبل المعلمة وذلك بأساليب عدة كإظهار الامتعاض والاشمئزاز وعدم الرضا عما حدث، وكالصمت هنيهة، وكتحديث النظر والتكشير في وجه المتكلم أو إظهار الامتناع عن سؤال من تكلم بغير إذن أو أثار الشغب أو تأنيب من تحدث بغير إذن أ إبقائه واقفاً لفترة من الوقت.
24 – عود التلاميذ على المحافظة على آداب الصف والاستئذان عند الرغبة في القيام بأي عمل فردي، ولا تسمح بالمحادثات الجانبية بين التلاميذ، فإن ذلك مدعاة للفوضى.
25 – اطرح السؤال بأسلوب لا يستدعي أن يقول التلاميذ: أنا.. أنا.. أنا، فلا تقل مثلاً: من يعرف ؟ من يقلني ؟ الشاطر يقول، أو الشاطر يجاوب.
26 – لا تقبل الجواب إلا من التلميذ المسؤول فقط؛ حتى يتعود التلاميذ النظام.
27 – لا تقبل الأجوبة الجماعية التي تكون مرتعاً خصباً للفوضى والشغب.
28 – لا تنصرف تماماً للتلميذ المجيب وتهمل بقية التلاميذ حتى لا ينصرفوا عن الدرس وتبدأ الفوضى، وإنما نقل نظرك بين التلميذ المجيب وبين بقية التلاميذ في الصف.
29 – لا تنصرف إلى جانب معين من الصف بالنظر أو السؤال أو الحديث أو الاهتمام؛ لأن ذلك مدعاة إلى أن ينصرف بقية التلاميذ عن درسك إلى ما يشبع اهتمامهم ورغباتهم.
(1/6)
30 – نقل نظرك بين التلاميذ حتى يشعر كل طالب بأنه موضع اهتمامك وعطفك وعنايتك ورعايتك ومراقبتك، وتفرس في وجوههم حتى يشعر كل واحد منهم إنه معرض للسؤال أو القراءة أو الخروج إلى السبورة أو القيام بعمل ما في أي لحظة من لحظات الدرس، وحدث في أعينهم حتى يشعروا بأنهم مراقبين؛ مما يدفعهم إلى عدم الإخلال بالنظام والخروج عن آداب السلوك.
31 – لا تنشغلي عن التلاميذ بأمور ثانوية، أو تكلم أحداً في الخارج أو تقرأ في جريدة أو مجلة دون داع، أو أن تراجع موضوع الدرس من الكتاب أو من دفتر التحضير، أو تطيل عتاب المتأخرين أو عقاب المقصرين أو المشاغبين، تاركاً التلاميذ دون عمل محدد ينشغلون به.
32 – لا تترك فترة فراغ أو فترة صمت طويلة تكون مرتعاً خصباً للشغب وإثارة الفوضى، فإن التلميذ إذا لم تشغله شغلك، لذا يجب أن ينشغل التلاميذ بعمل مستمر طوال الحصة؛ بإعطائهم الواجبات الإضافية، أو الأعمال التي تتناسب وقدراتهم العقلية والعلمية، أو السماع إلى نشيد من المسجل لتلطيف جو الصف.
33 – يجب أن تكوني رحبة الصدر متسامحةً فلا تنزعج لأقل هفوة، ولا تدقق على الأمور التافهة والبسيطة والصغيرة، خصوصاً تلك التي تحصل من التلاميذ لأول مرة، إلا إذا مست الآخرين، فقد تتسبب معالجة الخطأ في فوضى أكثر من تلك التي تنشأ من الخطأ ذاته.
34 – يجب أن يكون العقاب نادراً ما أمكوني؛ حتى تبقى له هيبته وقيمته والمعلمة القديرة هي التي لا تلجأ للتوبيخ والعقاب البدني، إلا في الحالات القصوى، لذا فإنه يجب أن تعالج المشكلات بأسلوب غير مباشر حيث إن التلميح يكون أحياناً أقوى من التصريح.
(1/7)
35 – همد حدوث الفوضى: حاولي أن تفرق بين السلوك الفردي والسلوك الجماعي، فكلما كان السلوك فردياً كلما أمكوني السيطرة عليه بسهولة، وأمكوني توقيف مثير الشغب عند حده، أما إذا كان السلوك جماعياً فيجب أن تتعرف على السبب، وتسعى للتفريق بين مثيري الشغب ووضعهم بعيدين عن بعضهم البعض مستعملاً سياسة فرق تسد، وإذا اضطر الأمر اتفق مع إدارة المدرسة أو المشرف الدراسي على توزيع مثيري الشغب على فصول المدرسة
36 – لا توجه اللوم للصف بأكمله حتى لا يخلق تجاهك كرهاً من الجميع، وتكون عرضة للعداء الاجتماعي، فلا ترميهم جميعاً بالإهمال أو قلة الأدب، أو قلة الذوق؛ لأن ذلك تزهيداً لأهل الإحسان في الإحسان وتشجيعاً لأهل الإساءة على الإساءة.
37 – قمي بإثارة انتباه التلاميذ وتوليعهم وترغيبهم في الدرس، واسعَ إلى استقطاب اهتمامهم، وذلك بجعلهم المحور الذي تدور حوله العملية التربوية.
38 – تأكدي من أنك تعاقب التلميذ الذي أثار الشغب بعينه، حتى لا تؤذي شعور الأبرياء دون ذنب اقترفوه، كما أن ذلك فيه دفع لأهل الإساءة على معاودة الإساءة من جهة، ومن جهة أخرى فيه تزهيد للمؤدبين عن التمسك بفروض الأدب.
39 – لا تلجأ للضرب والعقاب البدني مطلقاً، ولا تلجأ للعقاب إلا بعد استنفاذ كافة الوسائل الأخرى، واعلم أن التلاميذ يتفاوتون في فروقهم الفردية، فمنهم من لا يكلفك أدنى جهد للانضباط، ومنهم من تكفيه النظرة، ومنهم من يحتاج إلى التوجيه اللفظي من تأنيب أو توبيخ أو تقريع، ومنهم من لا ينفع معه إلا العصا.
40 – يجب أن يكون هناك تناسب بين الذنب والعقوبة، وذلك بالبدء بالنظرة البسيطة ثم التفرس والتحديث إلى العبوس والتجهم ولفت النظر والتقريع، وأخيراً العقاب البدني بدرجاته بشرط أن يكون الغرض من العقاب التأديب لا التشفي، وألا يزيد على ثلاث ضربات وألا يكون مبرحاً، وبشرط أن تقي المعلمة الوجه وألا يكون مخالفاً لقوانين وأنظمة المدرسة و الوزارة.
(1/8)
41 – لا تطرد التلاميذ خارج الصف، لأن ذلك دليل على عجزك عن حل المشكلة، إن الغرض من العقاب السعي إلى ما فيه مصلحة التلاميذ، وإن حرمان التلميذ من الدرس معناه تضييع الفرصة عليه للتعليم، ومن جهة أخرى فإن بعض التلاميذ قد يقومون بالمشاغبة لكي يطردوا من الصف في بعض الأحيان، لكي يتمكونيوا من الذهاب للفناء للعب، أو علي الأقل حتى يرتاحوا من درس لا يحبونه أو من معلمة ثقيلة على أنفسهم لا يودون رؤيته أو سماع صوته.
42 – أحضري جميع مستلزماتك من وسائل وأدوات وطباشير حتى لا تضطر إلى إرسال طالب أو أكثر للخروج من الصف ليحضروا لك ما تريد، فتفوّت عليهم سماع الدرس، أو أنك تنتظر عودتهم فتترك مجالاً للفوضى.
43 – كوني على علاقة ودية مع التلاميذ داخل الصف وخارجه حتى تكسب ثقتهم واحترامهم، ويقتنعوا بأنك تهتم بهم وتسعى لما فيه مصلحتهم فينقادوا إليك طائعين مختارين.
44 – لا تحاولي جرح شعور التلاميذ أو أن تهزئهم أو أن تسخر منهم أو من أشكالهم، أو من أجناسهم أو من قبائلهم أو من أسمائهم، أو أن تلقبهم بأسماء نابية.
45 – لا تهددي كثيراً أو تكثري من الوعيد في أمور لا تستطيع أن تقوم بها، أو تقولي ما لا تفعلي، فيصبح تهديدك من سقط الكلام؛ فتسقط هيبتك في نظر التلاميذ ويتجرءون عليك.
46 – كوني رحيمة، وأشعري التلاميذ بالمودة والأمان والاطمئنان؛ حتى تكسب ثقتهم ورغبتهم في الانتباه إليك بدافع ذاتي نابع من أنفسهم.
47 – إذا أمرت بشيء فتأكد من أنك تجاب إلى طلبك؛ حتى تجد لأمرك القادم التجاوب المطلوب مستقبلاً.
48 – إذا طلبت من التلاميذ القيام بعمل ما، فلابد أن تكون أوامرك حازمة تشعر بوجوب تنفيذها، وأن يظهر ذلك على نبرات صوتك وطبقاته، ولهجتك حتى يشعر التلاميذ بجديتك وإصرارك.
(1/9)
49 – لتكوني أوامرك معقولة، فلا تسن أعداداً كبيرة من القواعد والقوانين الثانوية التافهة، ولذا فإننا ننصح المعلمة بتذكر الحكمة التي تقول: إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع.
50 – كوني واثقةً من نفسك وليظهر ذلك على كلامك وأسلوبك ولهجتك، فإن ذلك مدعاة؛ لأن يثق بك التلاميذ ويقبلون على ما تقوله.
51 – لا تكوني متشدداً في أمورك، ولتكوني طريقتك في التعامل مع التلاميذ معتمدة على سياسة الحزم من غير عنف والعطف من غير ضعف، أو بعبارة أخرى: لا تكوني يابساً فتكسر ولا ليناً فتعصر.
52 – يجب أن تتحلى بالصبر والأناة والتأني وضبط النفس؛ لأن المعلمة العصبي الذي يثور لأتفه الأسباب يشقي نفسه، ويكون فرجة للطلبة الذين يتلذذون بمنظره وهو يثور ويرغي ويزبد، ويضرب الأرض برجليه ويصل بصوته إلى خارج الصف.
53 – تحلى بالعفو والتسامح، وقدم حسن الظن وتلمس الأعذار، فهذا من شأنه كسب مودة التلاميذ.
54 – كوني عادلةً في تعاملك مع التلاميذ، فلا تفرق بين صغير وكبير وأسود وأبيض، ولا تميز بين غني وفقير، وقبيح ووسيم وقذر ونظيف، فالعدل في المعاملة أساس التقارب بينك وبين التلاميذ حتى لا تثير سخط بعض التلاميذ وتذمرهم، مما يؤدي إلى انفعالهم وعقوقهم وحقدهم.
55 – الإخلاص في العمل، وهذا ما يجعل التلاميذ يقدرونك ويهتمون بالدروس التي تلقيها، ويثقون في ما تقوله ويكونون آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة، وينقادون لك طائعين مختارين لشعورهم بأنك أماً مربية لهم فلا يظهر منهم ما يخل بآداب السلوك.
56 – اكتسبي ثقة التلاميذ، وذلك بالتحدث إليهم ونصحهم خارج الصف، لأن النصيحة مهما كانت وممن كانت لا بد أن تتم انفرادياً، فالنصح العلني نوع من التوبيخ والعقاب والتقريع أحياناً.
(1/10)
57 – قف وأنت تكتب على السبورة بزاوية تمكنك من رؤية الصف أو جانب منه على الأقل حتى يشعر التلاميذ أنهم تحت الملاحظة، أما إذا أعطيتهم ظهرك لمدة طويلة أو أطلت الالتفات إلى السبورة، فإن ذلك مدعاة للهرج والمرج والعبث واللهو والقيل والقال.
58 - ومن الحيل التي قد تلجأ إليها بعض البارعات من المعلمات، أنها إذا لمحت طالباً بدأ يثير نوعاً من الشغب أو أنه بدأ يتحرك لأخذ قلم زميله، أو بدأ يتحدث مع أحد زملائه، فإنها نتغاضى عنه وتدير وجهها للسبورة كليةً وتنادي دون أن تنظر للصف: يا محمد اعتدل في جلستك، أو اترك قلم زميلك، أو انتبه ولا تتحدث مع زميلك علي.. الخ، فيظن التلاميذ أن المعلمة يرى بأعين خلف رأسه مما يغرس الهيبة في نفوسهم.
59 – المعلمة القديرة هو الذي يعلم المخطئ شكر زميله الذي دله على الصواب، وأن يعلم الجميع كيف يغبطون المتفوقين ويهنئونهم.
60 – لا تلجإ إلى الطريقة الإلقائية إلا عندما لا تجد طريقة أخرى لعرض المادة أفضل منها؛ لأن الإلقاء الطويل يؤدي إلى انصراف التلاميذ عن الدرس ويدفعهم إلى المشاغبة والخروج على النظام، أما إذا اضطررت إلى استخدام الطريقة الإلقائية، فيجب أن تراعي استخدام الوسائل التعليمية المناسبة، واستخدم التلميحات غير اللفظية، كالإشارات والإيماءات وتعبيرات الوجه واستعمال طبقات الصوت ونبراته في تمثيل المعاني والمشاعر والأحاسيس المختلفة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنه يستحسن أن يقوم المعلمة بالتنويع بين استعمال الإلقاء والمناقشة بين الحين والآخر.
61 – لا تتبعي طريقة واحدة في العرض، بل نوع من طرق العرض لإبعاد الرتابة والسأم والملل من نفوس التلاميذ.
62 – صني نفسك ودرسك عن اللغط والجدل والكلام الفارغ، فإن ذلك يؤدي إلى العداوة والبغضاء والتنافر والشحناء وعدم التآلف.
(1/11)
63 – قد يختل النظام إذا كانت سرعة التدريس لا تناسب التلاميذ، فإذا أسرعت المعلمة في عرض الدرس أكثر مما ينبغي، سرعان ما ينعزل التلاميذ عن المعلمة بشيء آخر، أو ينصرفوا إلى أحلام اليقظة بعيداً عن الدرس، أو يتهامسون أو يضحكون بصوت مرتفع بين حين و آخر على ملاحظات يبدونها فيما بينهم، وكذلك الأمر إذا كان الدرس يسير أبطأ مما يجب، فإن ذلك مدعاة إلى انصراف التلاميذ إلى شيء بعيد كل البعد عن الدرس وأهدافه.
64 – اغرسي في نفوس التلاميذ الثقة في أنفسهم والقدرة على تحمل المسؤولية، وذلك بإشراك التلاميذ في تحسين الجو المدرسي وذلك بتأليف مجلس التلاميذ، وجعله مسؤولاً عن حل مشاكل التلاميذ التي تحدث في المدرسة ككل، أو الصف بشكل خاص.
65 – تحدثي مع التلاميذ المشاغبين خصوصاً كبار السن منهم، وحثهم على الالتزام بالنظام وطالبهم بأن يكونوا هم مسؤولين عن النظام، وحاولي أن تقنعهم بأن مشاغبة بقية التلاميذ يؤثر على تحصيلهم، ويكونوا سبب رسوبهم فيتضرروا هم أكثر؛ لأن أعمارهم أكبر من الباقين.
(1/12)
66 – إذا حدث اختلال في نظام الصف، فعلى المعلمة أن نتخذ بعض الإجراءات المؤقتة التي تحفظ النظام المطلوب، وليس معنى ذلك أنه توجد بعض الأساليب الثابتة التي تصلح لكل حالة، وإنما تستطيع المعلمة استعادة ضبط الصف من خلال خبراته ومعرفته بالأساليب المناسبة للوضع الذي هو فيه، وعلى أي حال فإنَّ على المعلمة مقابلة الموقف الذي حصل بقترة صمت وجيزة مصحوبة بنظرات حادة تتنقل بين التلاميذ، وعليها ألا تثور أو نغضب بل تمتلك زمام نفسه فلا تتفوه بكلمات نابية، أو حركات طائشة، أو أن تقوم بالضرب على السبورة بأن تدق عليها بشدة وعصبية، وألا نوجه اللوم لكل التلاميذ بل تخص به التلميذ أو التلاميذ الذين تسببوا في الفوضى، وتحاولي تفريقهم عن بعضهم البعض، وتبقيهم تحت إشرافها وملاحظتها، وقد تأمرهم بالوقوف في أماكنهم فترة، ثم تنصحهم بالهدوء وتطلب منهم الجلوس، وحبذا لو تحاول المعلمة معرفة دواعي الفوضى والشغب بعد انتهاء الحصة، وحث التلاميذ على عدم الفوضى والشغب بأسلوب ودي وأخوي، وتعرفهم بقيمة المعلمة وتغرس في نفوسهم العقيدة الإسلامية الصحيحة بتعريفهم بثواب طالب العلم وفضله، وتعرفهم كذلك حق المعلمة عليهم وفضله وأنها كالوالد، بل أكثر من الوالد؛ لأن الوالد قد يكون سبب السعادة الدنيوية، وأما المعلمة قد يكون سبب السعادة الأبدية في الآخرة إن شاء الله.
فاختر أيتها المعلمة ما يناسب وفق حال تلاميذك، وضع الدواء موضع الداء واسأل الله أن يوفقك وينير لك درب رسالتك النبيلة.متمنيا لكم كل التوفيق والنجاح وعام سعيد. قاسم
... ... والله أعلم والحمد لله رب العالمين.
تحت إشراف: اللجنة التربوية للمدرسة نور الإسلام
إعداد و جمع: الأستاذ/ قاسم حميد أوجا نه
أعاد المراجعة: الأستاذ/مصطفى مسعود فخار. 2005م/1426هـ
(1/13)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق