إلاَّ الذِينَ عاهدتُّم مِنَ المشركين} استثناء من قوله: {فسيحوا فيِ الأَرْض} والمعنى: براءةٌ مِنَ الله ورسولِه إِلىَ الذِينَ عاهدتُّم مِنَ المشركين فقولوا لَهُم: سِيحوا، إِلاَّ الذِينَ عاهدتُّم مِنْهُم. {ثمَّ لم ينقصُوكم شَيْئًا} من شروط العهد، أي: وَفَّوا بالعهد ولم ينقضوه، {ولم يظاهروا عَلَيْكُم أحدا} ولم يُعاونوا [202] عَلَيْكُم عدوًّا؛ {فأتِمُّوا إِلَيْهِم عَهْدَهم} فأدُّوا إِلَيْهِم تمامًا كَملاً {إِلىَ مدَّتهم} والاستثناء: بمعنى الاستدراك، كأنَّه قيل: بعد أن أُمروا فيِ الناكثين لكنَّ الذِينَ لم ينكثوا فأتِمُّوا إِلَيْهِم عهدَهم، وَلاَ تجروهم مجراهم، وَلاَ تجعلوا الوافي كالغادر، {إِنَّ الله يحِبُّ المتَّقِينَ (4)} أَي: إنَّ قضيَّة التقوى أن لاَ تُسوِّي بين من أوفى بِمَا عاهد عليه وبين الناقض.
{فإذا انسلخَ الأشهر الحرُمُ} التِي أُبيح فِيهَا للناكثين أن يسيحوا، سُمِّيت أشهر الحرم (1)، لأَنَّهُ يحرم فِيهَا عَلَى المؤمنين دماء المشركين، {فاقتلوا المشركين} الذِينَ نقصوكم وظاهروا عَلَيْكُم، {حيث وجدتُّمُوهم، وخذوهم} وأسِروهم {واحصروهم} وقيِّدوهم، وامنعوهم مِنَ التصرُّف فيِ البلاد، {واقعدوا لَهُم كُلَّ مرصد} كلَّ مَمَرٍّ ومجتازٍ ترصدونهم بِهِ؛ {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة، فخلُّوا سبيلهم} فأطلقوا عَنْهُم بعد الأسر والحصر؛ أو فكفُّوا عَنْهُم وَلاَ تتعرَّضوا لهم، فإنَّه مَا يُراد بقتلهم وأسرهم وحصرهم إِلاَّ التوبةُ وأداءُ الحقوق، {إِنَّ الله غَفُور} لمن تاب، {رحيم (5)} لاَ يُعاجل بالعقوبة.
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «أشهرًا حرمًا»، أو «الأشهر الحرم».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
98 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق