ذَلِكَ} العذاب والانتقام، {بأنَّ الله لم يَكُ مغيِّرا نعمةً أنعمها عَلَى قوم حَتَّى يغيِّروا مَا بأنفسهم} بسبب أنَّ الله لم يصحَّ في حكمته أن يغيِّر نعمته عند قوم، حَتَّى يغيِّروا مَا بهم مِنَ الحال؛ لأنَّ الله تعالى أوجدهم مِنَ العدم إِلىَ الوجود، وجعل لَهُمُ السمعَ والأبصارَ والأفئدةَ والقوى، والسَّمَاء والأَرْض، وَمَا فيهمَا نعمةً مِنَ الله ليشكروها، ويستعينوا بها في طاعته؛ ولم يكن ثَمَّ من سنَّته أن يغيِّرها عَلَيْهِم، إلاَّ أن يغيِّروا مَا بأنفسهم، وتغييرهم لها: إهمالهم لها، وعدم استعمالهم لها، وكفرانهم إيَّاهَا، {وأنَّ الله سميعٌ} وعدٌ لمن لم يغيِّر ولم يبدِّل، ووعيد لمن غيَّر (1) وبدَّل، {عليم (53)} بِمَا يفعلون.
{كدأب آل فرعون} تكرير للتَّأكيد، أو لأنَّ الأَولى الأخذ بالذنوب بلا ... (2) ذَلِكَ، وهنا بَيَّن ذَلِكَ هُوَ الإهلاك والاستئصَال [كَذَا]. {وَالذِينَ مِن قَبلِهم كذَّبوا بِآيَاتِ ربِّهم} فيِ قوله: {بِآيَاتِ رَبِّهم} زيادة دلالة عَلَى كفْرانِ النعَم، وجحود الحقِّ؛ {فأهلكناهم بذنوبهم، وأغرقنا آل فرعون وكلٌّ} مِن غَرْقَى آل فرعون وقتلى قريش {كَانُوا ظالمِينَ (54)} أنفسَهم، من حيث أنَّهم غيَّروا مَا بها مِنَ النعَمِ فاستبدلوا بها النقم.
{إنَّ شرَّ الدوابِّ عند الله الذِينَ كَفَرُوا فَهُم لاَ يُؤْمِنُونَ (55)} و (لعلَّه) إخبار عَن قوم مطبوعين عَلَى الكفر، أنَّهم لاَ يُؤْمِنُونَ.
{الذِينَ عاهدتَ مِنْهُم} بدلٌ مِنَ الذِينَ كَفَرُوا، أَي: الذِينَ عاهدتَهُم من [198] الذِينَ كَفَرُوا جَعَلَهم شرَّ الدوابِّ، {ثُمَّ ينقضُون عهدهم فيِ كُلِّ مرَّة} فيِ كُلِّ معاهدة، {وَهُم لاَ يتَّقُونَ (56)} لاَ يخافون عاقبة الغدر، وَلاَ يُبالون مَا فِيهِ العار والنار.
{__________
(1) - ... في الأصل: + «غير».
(2) - ... طمس في الأصل قدر كلمة، رسمها: «للا».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
87 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق