وإذ زيَّن لَهُمُ الشيطان أعمالهم، وقال: لاَ غالبَ لكم اليومَ مِنَ الناس} تلك مقالة نفسانيَّة، والمَعنَى أنَّه: ألقى في روعهم الظنَّ الكاذب، وخيَّل إِلَيْهِم أنَّهم لاَ يُغلبون، وَلاَ يُطاقون لكثرة عَددهم وعُددهم، وأوهمهم أن اتِّباعهم إيَّاه فيما يظنُّون أنَّها قُربات مجير لَهُم، بدليل قوله: {وإنِّي جارٌ لكم؛ فَلَمَّا تراءت الفئتان} مَعَ ظهور الحقِّ وزهوق الباطل، {نَكَصَ عَلَى عَقِبيه} أَي: بَطُلَ كيدُه، وعاد مَا خَيَّل لَهُم أنَّه مجيرهم بسبب هلاكهم، {وقال: إِنِّي بريء منكم، إِنِّي أرى مَا لاَ تَرَون إِنِّي أخاف الله} أَي: تبَرَّأَ مِنْهُم، وحاف [197] عليهم (1)، وأَيِس من حالهم [لَمَّا] رأى إمداد الله المُسْلِمِينَ بالمَلاَئِكَة، ورؤيته للإمداد بالمَلاَئِكَة (لعلَّه) إمَّا بالبصر وَإِمَّا بالبصيرة، أو بهما جميعا، وَهُم (لعلَّه) معدمون من رؤية الحالين باتِّباعهم إيَّاه، {والله شديد العقاب (48)} لمن كفر فيِ الدُّنْيَا والآخِرَة.
{إذ يقول المنافقون وَالذِينَ فيِ قلوبهم مرض} هُوَ من صفة المنافقين، أو أريدَ الذِينَ هم عَلَى حرفٍ ليسوا بثابتي الأقدام فيِ الإسلام: {غرَّ هؤلاء دينُهم} يعنون أنَّ المُسْلِمِينَ اغترُّوا بدينهم، فخرجوا وَهُم فيما قيل: ثلاثمائة وبضعة عشر إِلىَ زَهَاء ألف، ثُمَّ قَالَ جوابا لَهُم: {ومن يَتَوَكَّلُ عَلَى الله} يَكِلُ إِلَيْهِ أمره، {فإنَّ الله عزيز} غالب يسلِّط القليلَ الضعيفَ عَلَى الكبير القويِّ، {حكيم (49)} لاَ يسوِّي بين وليِّه وعدوِّه.
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «خاف منهم».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
85 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق