وَلَقَد كَتَبنَا فيِ الزبورِ} فيِ كِتَابِ داوود {مِن بعد الذكر} أي: التَّوْرَاة؛ وقيل المراد بالزبور: جِنس الكتب المنزَّلة؛ وبالذكر: اللَّوح المحفوظ؛ {أنَّ الأَرْضَ} أرضَ الجنَّة؛ أو أرضَ الدُّنْيَا {يَرِثُها عِبَاديَ الصالحُونَ (105)} للجزاءِ، إن كَانَت أرض الجنَّة؛ أو للخلافة، إن كان يعني به أرض الدُّنْيَا، كما قَالَ: {هو الذي جعلكم خلائف في الأرض} (1) {إنَّ فيِ هَذَا} (2) أي: فيما ذكِر مِنَ الأخبار والمواعظ والمواعيد، {لَبَلاَغا} لَكِفاية؛ أو لَسبب بلوغٍ إِلىَ البُغيَة، {لِقومٍ عابدِينَ (106)} هِمَّتهم العبادة دون العادة، لأَنَّ فِيهِ ذِكر العابدين؛ وقيل: القرآن زادُ الجنَّة، كَبَلاغِ المسافر.
{وَمَا أرسلناك إِلاَّ رحمةً للعالَمِينَ (107)} لان (3) مَا بعثناك إِلاَّ سببا لإسعادهم، ومُوجبا لصلاح مَعاشهم ومعادهم. {قل: إِنَّمَا يُوحى إِلَيَّ أَنَّمَا إلهكم إلهٌ واحدٌ} أي: مَا يُوحي إليَّ إِلاَّ أنَّه لاَ إله لكم إِلاَّ إله واحد؛ وذلك لأَنَّ المقصود الأصليَّ من بِعثته مقصور عَلَى التوحيد، وذلك يقتضي الائتلاف فيِ الدين، إذ كَانَ المعبود واحدا دون الافتراق، {فهل أَنتُم مُسْلِمُونَ (108)}؟ مُخلصون العبادة لله عَلَى مُقتضى الوحي المصدَّق بالحجَّة.
{__________
(1) - ... سورة فاطر: 38. في الأصل: «وجعلناكم فيها خلائف»، ولا وجود لآية هكذا!.
(2) - ... في الأصل: «إنَّ هَذَا»، وهو خطأ.
(3) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «أي».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
84 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق