إِنَّكُم وَمَا تَعبدون مِن دُون الله} يَحتمل الأوثان، وإبليس وأعوانه، لأَنَّهُمْ بطاعتهم لَهُم فيِ حُكم عبدتهم، كما قَالَ: {والذِينَ يَكنزون الذهب والفضَّةَ ... } [إلى] تمام الآية (1). {حَصَبُ جَهَنَّم} مَا يُرمى بِهِ لها، وتَهيج بِهِ؛ مِن حَصَبَه يَحصَبه: إِذَا رماه بالحصباء. {أَنتُم لَها واردُونَ (98)} داخلون.
{لو كَانَ هؤلاء آلهةً مَا وَرَدوها} لأَنَّ الورود إِلَيْهِا إن كَانَ عذابا لَهُ أو لغيره لاَ يكون إلهًا [كَذَا]، {وكلٌّ فِيهَا خالدُونَ (99)} لا خَلاَصَ لَهُم عنها. {لَهُم فِيهَا زفيرٌ} أنينٌ وتَنَفُّس شديد، {وَهُم فِيهَا لاَ يسمعُونَ (100)} مِنَ الهول، وشدَّة العذاب؛ وقيل: لاَ يسمعون مَا يَسُرُّهم كما كَانُوا فيِ الدُّنْيَا؛ لأَنَّ العاصي لاَ يسمع وَلاَ يُبصر مَا يَسُرُّه السرور الحقيقيَّ، وكيف لا وَهُم أموات غير أحياء، ولكن لاَ يشعرون.
{إنَّ الذِينَ سبقت لَهُم مِّنَّا الحسنَى} الخصلة الحسنى، وهي الحقُّ والسعادة، والتوفيق للطاعة، {أُولَئِكَ عنها مُبعدُونَ (101)} لأَنَّهُم يُرفعون إِلىَ أعلى عِلِّيين. {لاَ يَسمعونَ حَسيسَها} يعني: صوتها، وحركة تلهُّبها؛ والحسيس: الصوت الخفيُّ، {وَهُم فيِ مَا اشتَهَت أنفسُهم خالدُونَ (102)} دائمون فيِ غاية التنعُّم.
{__________
(1) - ... سورة التوبة: 34 - 35. وتمامها: {والذين يكنزون الذهبَ والفضَّة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشِّرهم بعذاب أليمٍ، يومَ يُحمَى عليها في نار جَهَنَّمَ فتُكوَى بها جِباهُهُم وجُنوبهم وظُهورُهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنِزون}.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
82 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق