وذا النونِ} يونس {إذ ذَهَب مُغَاضِبا} عَلَى قومه حين لم يؤمنوا بِهِ، عَلَى مَا قيل؛ {فظنَّ أن لَّن نَقدِر عليه} البلاءَ بسبب غضبِه، مِنَ القَدْرِ، وقُرِئ مثقَّلا؛ وَلَعَلَّهَا كَانَت خَطرة شيطانية، سيقت إِلىَ وَهمه، فسمِّي ظنًّا للمبالغة، {فنادى فيِ الظلمات} قيل: ظلماتِ بطنِ الحوت والبحر والليل؛ أو ظلمات المعاصي، وذلك عند خروجه منها إِلىَ النور، وَهُوَ التوبة؛ ودليله قوله: {أن لاَ إله إِلاَّ أنتَ سُبحانك إِنِّي كنتُ مِنَ الظالمِينَ(87)} لِنَفسي بالمبادرة إِلىَ مَا لم تأمرني بِهِ، وكَانَ ذَلِكَ توبة لَهُ.
{فاستجبنا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغمِّ} مِن غمِّ المعصية، وَمَا بِهِ مِنَ الكرب، {وكذلك نُنَجِّي المؤمنِينَ(88)} مِن غمومٍ دَعَوا الله فِيهَا بالإخلاص؛ أي: ننجِّي كُلَّ مَن نزل بِمنزلته فيِ الاضطرار والإخلاص.
{وزكريا إذ نادى رَبَّهُ: رَبِّ لاَ تذرني فردا} وحيدا فيِ الدين، بلا وارث يرثُني بَعدي فيِ الدين، {وأنت خير الوارثِينَ(89) فاستجبنا لَهُ ووهبنا لَهُ يَحيى، وأصلحنا لَهُ زوجَه} قيل: للولادة بعد عقرِها؛ أو له بتحسين خُلُقِها؛ {إِنَّهُمْ} يعني: المتوالدين؛ أو المذكورين مِنَ الأنبياء {كَانُوا يُسارِعون فيِ الخيرات} بالمسابقة إِلَيْهِا خوفَ الفوات، {ويدعوننا رَغَبا وَرَهَبا} راغبين فيِ الثواب، راجين الإجابة؛ أو فيِ الطاعة خائفين العذاب، أو المعصية؛ والرغبةُ والرهبة فيِ القلب؛ {وكَانُوا لَنَا خاشعِينَ(90)} مُخبتين؛ أو دَائِمين الوجل. قَالَ مُجاهد: «الخشوع: الخوف اللاَّزم فيِ القلب»؛ والمعنى: أنَّهم نالوا مِنَ الله مَا نالوا بهذه الخصال.
{والتي [370] أحصنَت فَرجها} مِنَ الحلال والحرام، {فنفخنا فِيهَا مِن رُوحِنا} مِنَ الروح الذِي هُوَ بأمرنا وحده، {وجعلناها وابنها} أي: قصَّتهما أو حَالهما، {آيةً للعالَمِينَ(91)} وهي مِن أعظم الآيات لِمَن تأمَّلها.
{
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
80 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق