ونوحا إذ نادى مِن قبلُ} مِن قبل المذكورين، {فاستجبنا لَهُ، فَنَجَّيناه وأهله مِنَ الكربِ العظيم (76)} مِنَ الطوفان؛ أو أَذى قومه؛ أو من غمِّ المعصية؛ والكرب: الغمُّ الشديد. {ونصرناه (1) مِنَ القومِ الذِينَ كذَّبوا بِآيَاتِنا إِنَّهُمْ كَانُوا قومَ سَوءٍ فأغرقناهم أجمعِينَ (77)} لاجتماع الأمرين: تكذيب الحقِّ، والانهماك فيِ الشرِّ؛ فإنَّهما لم يَجتمعا فيِ قوم إِلاَّ وأهلكهم الله.
{وداوودَ وسليمانَ إذ يَحكُمان فيِ الحرثِ إذ نَفَشَت فِيهِ غَنَمُ القومِ} رَعَته ليلا؛ والنَّفْشُ: الرَّعيُ بالليل، (لَعَلَّهُ) والهمْل بالنهار، همالة ترعى بلا راع (2). {وكنَّا لِحكمهم شاهدِينَ (78) ففهَّمناها سليمانَ، وكلاًّ آتينا حُكما وعِلما. وسخَّرنا مَعَ داوودَ الجبالَ يسبِّحن} يقدِّسن الله معه، إمَّا بلسان الحال، أو بصوت يتمثَّل لَهُ، أو بخلق الله [369] فِيهَا، {والطير} عطف عَلَى الجبال؛ وقيل: سخَّر الله الجبالَ والطيرَ يُسبِّحن مَعَ داوود إِذَا سبَّح. قَالَ ابن عبَّاس: «كَانَ يفهم تسبيح الحجَر والشجر». قَالَ وهب: «كانت الجبال تُجاوِبه بالتسبيح، وكذلك الطير»، {وكُنَّا فاعلِينَ (79)} لأمثاله، فليس بِبِدع مِنَّا، وإن كَانَ عجيبا عندكم.
{__________
(1) - ... في الأصل: «وانصرناه»، وهو خطأ.
(2) - ... كذا في الأصل، وفي اللسان: «والاسم: النَّفَش، ولا يكون النفَش إِلاَّ بالليل، والهمَل يكون ليلا ونهارا». ابن منظور: لسان العرب، 6/ 691. مادَّة: «نفش». وانظر: مادَّة: «همل» 6/ 830.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
78 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق