إذ قَالَ لأبيه وقومه: مَا هَذِهِ التماثيل التِي أَنتُم لها عاكفُونَ (52)}؟ تحقير لشأنها، وتوبيخ عَلَى إجلالها، فإنَّ التمثالَ صورةٌ لاَ رُوح فِيهَا، ولاَ تَضرُّ وَلاَ تنفع. {قَالُوا: وَجَدنا آباءنا [367] لَها عابدِينَ (53)} فقلَّدناهم. {قَالَ: لَقَد كُنتُم أَنتُم وآباؤكم فيِ ضلال مُبِين (54)} منخطرون (1) فيِ سلك ضلال لاَ يَخفى عَلَى عاقل، لعدم استناد الفريقين إِلىَ دليل؛ والدليل إن جاز فإنَّما يَجوز لِمَن عَلِم فيِ الجملة أنَّه عَلَى حقٍّ. {قَالُوا أجئتنا بِالْحَقِّ، أم أنتَ مِنَ اللاَّعبِينَ (55)} كأنَّهم (2) استبعادهم تضليل آبائهم، ظنُّوا أنَّمَا قاله عَلَى وجهِ الملاعبة؛ فقالوا (3): أتَجِدُّ بقولك أم تلعب؟ {قَالَ: بَل (4) رَبُّكُم رَبُّ السَّمَاوَات والأَرْضِ الذِي فَطَرَهنَّ} إضراب عَن كَونه لاعِبا، بإقامة البرهان عَلَى مَا ادَّعاه، وَهُوَ السَّمَاوَات والأَرْض؛ أو للتَّماثيل. وَهُوَ أدخَل فيِ تضليلهم، وإلزامِ الحجَّةِ عليهم. {وأنا عَلَى ذلكم} المذكور مِنَ التوحيد، {مِن الشاهدِينَ (56)} مِنَ المتحقِّقين لَهُ، والمبرهِنِين عليه؛ فإنَّ الشاهد: من تَحَقَّق الشيءَ، وحقَّقَه.
{وتالله لأكيدنَّ أصنامَكم} لأجتهدنَّ فيِ كسرها؛ ولفظُ الكيد، وَمَا فيِ التاء مِنَ التعجُّب لصعوبة الأمر، وتوقُّعه عَلَى أنواع مِنَ الحِيَل، {بعد أن تُوَلُّوا} عنها؛ أو عَن النصحِ {مُدبِرِينَ (57)} ولعلَّه قَالَ: ذَلِكَ سِرًّا.
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «منخرطون». وَفيِ اللسان: «انخرط الرجل في الأمر، وتخرَّط: ركب فيه من غير علم ولا معرفة». ابن منظور: لسان العرب، 2/ 814.
(2) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «كأنَّهم استبعدوا».
(3) - ... في الأصل: «فقال» وَهُوَ خطأ.
(4) - ... في الأصل: - «بل»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
73 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق