وَمَا جعله الله} أَي: الإمداد الذِي دَلَّ عليه «مُمِدُّكم»، {إِلاَّ بُشرى} إِلاَّ بشارةً لكم بالنصر، كما جعل المال فيِ اليد سببا للرزق، {ولتطمئنَّ [191] بِهِ قلوبكم} لأَنَّ طَبعَ النفوس تطمئن وتسكن إِلىَ مَا تراه عين اليقين، وكقول إبراهيم: {ولكن ليطمئنَّ قلبي} (1). {وَمَا النصرُ إِلاَّ مِن عندِ الله} أَي: وَلاَ تَحسبوا النصر مِنَ المَلاَئِكَة، فإنَّ الناصر هُوَ الله لكم وللمَلاَئِكَة، أو مَا النصر بالمَلاَئِكَة وغيرهم مِنَ الأسباب إِلاَّ مِن عند الله، واختُلِف فيِ قتال المَلاَئِكَة، فقيل: إنَّهم كَانُوا يقاتلون بأيديهم، نَزلوا فيِ صُوَرُ الرجال، عَلَيْهِم ثياب بِيض وعمائم بيض، قد أَرخُوا أذيالها بين أكتافهم؛ وقيل: أنَّهم لم يقاتلوا، وإنَّما كَانُوا يُكثِّرون السواد، ويُثبِّتون المؤمنين، كقوله: {فثبِّتوا الذِينَ آمنوا}، وَإِلاَّ فَمَلَك وَاحِد كاف فيِ إهلاك أهل الدُّنْيَا. {إنَّ الله (2) عزيز} ينصرُ أولياءه، {حكيم (10)} يقهر أعداءه.
{إذْ يُغشِيكم (3) النعاس} النوم، والفاعل هُوَ الله عَلَى القِراءتين (4). {أمَنَة} بمعنى أمنا، فالنوم يُزيح الرعب، ويُريح النفس؛ قيل النعاس فيِ القتال أمنةً، {مِنْه} (5) مِنَ الله، وفي الصلاة مِنَ الشيطان، {وينزِّل عَلَيْكُم مِنَ السَّمَاء ماء ليطهِّركم بِهِ، ويُذهب عنكم رجزَ الشيطان} طاعته وعبادته، {وليربطَ عَلَى قلوبكم، ويثبِّت بِهِ الأقدام (11)} بالربط، لأَنَّ القلب إِذَا تمكَّن فِيهِ الصبر يُثبِّت الأقدام فيِ مواطن القتال.
{__________
(1) - ... سورة البقرة: 260.
(2) - ... في الأصل: - «الله»، وهو خطأ.
(3) - ... في الأصل: «يغشاكم»، وهو خطأ.
(4) - ... في الأصل: «والفاعفل هو الله عَلَى القراتين».
(5) - ... في الأصل: - «منه»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
69 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق