وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لَعَلَّكُم ترحمون (204)} ظاهره وجوب الاستماع والإنصات وقت قراءة القرآن فيِ الصلاة وغيرها، وَقِيلَ: معناه إذا تلا عليكم الرسول القرآن عند نزوله فاستمعوا له، والجمهور عَلَى أَنَّ (1) فيِ استماع المؤتمِّ. وإذا كان الاستماع واجبا عَلَى المؤتمِّ فما ظنُّك فيِ الإمام أو المصلِّي وحده إذا قرأ وَهُوَ ساهي القلب!.
{واذكر ربَّك في نفسك} قيل: عامٌّ فيِ الأذكار من قراءة القرآن والدعاء والتسبيح والتهليل وغير ذَلِكَ، {تضرُّعا وخيفة} متضرِّعا وخائفا. {ودون الجهر من القول} ومتكلِّما كلاما دون الجهر، لأَنَّ الإخفاء أدخل فيِ الإخلاص، وأقرب إِلىَ حسن التفكُّر، {بالغدوِّ والآصال} لفضل هذين الوقتين، وَقِيلَ: المُرَاد: إدامة الذكر باستقامة الفكر، وَمَعْنَى «بالغدوِّ» بأوقات الغدوِّ، وهي الغداة، والآصال جمع أُصُل، والأُصُل جمع أصيل، وَهُوَ العشيُّ، ويمكن أن يريد بِذَلِكَ الصلاةَ، لأَنَّ الذكر صلاة. {ولا تكن من الغافلين (205)} من الذين يغفلون عن ذكر الله، ويلهون عنه، فتصير مصيدا للشيطان، لأَنَّ الشيطان يخنس عند الذكر.
{إن الذين عند ربِّك} مكانةً ومنزلةً لا مكاناً منزلا، يعني الملائكة، ومن اقتدى بهم من الإنس، {لا يستكبرون عن عبادته} لا يتعظَّمون، ولا يستنكفون، {ويسبِّحونه} وينزِّهونه عَمَّا لا يليق به، {وله يسجدون (206)} يخصُّونه بالعبادة ولا يشركون به غيره، وَهُوَ تعريض للاقتداء بهم حسب الطاقة، لا فيِ وقت دون وقت، ولا فيِ حال دون حال. وَذَلِكَ من مباهاة الله بالملائكة عباده المؤمنين.
سورة الأنفال
بسم الله الرحمن الرحيم
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «أنَّه».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
64 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق