قال اخرج منها مذءوما} معيبا مخذولا، {مدحورا} مطرودا مبعدا من رحمة الله. {لَمن تبعك منهم} فيما آتاهم فيه من معصية أو معاصي، لقوله: {لآتينَّهم من بين أيديهم ... } إِلىَ تمامها. {لأملأنَّ جَهَنَّم} لأَنِّي ما خلقتها عبثا. {منكم} منك ومنهم، {أجمعين (18)}.
{ويا آدم اسكن أنت وزوجُك الجنَّةَ} اتَّخِذاها مسكنا، {فكُلاَ} منها {من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة} الشهوانيَّة، {فتكونا من الظالمين (19)} فتصير [ا] من الذين ظلموا أنفسهم فتجرّمهلمااعدلها (1) عَلَى الطاعة.
{فوسوس لهما الشيطان} وسوس إذا تكلَّم كلاما خفيًّا يكرِّره، وقيل: الوسوسة حديث النفس يلقيه الشيطان في قلب ابن آدم، {ليُبدِيَ لهما} أي: ليظهرَ لهما ما غُطِّي وسُتر عنهما، [166] {ما ووري (2) عنهما من سَوْآتهما} من عوراتهما، وفيه دَلِيل عَلَى أنَّ كشف العورة (3) من عظائم الأمور، وَأَنَّهُ كان مستقبحا في الطباع والعقول، وليس شيء أَشَدَّ من عورة الكفر، ثُمَّ بيَّن الوسوسة فقال: {وقال ما نهاكُما ربُّكما عن هذه الشجرة إِلاَّ أن تكونا مَلَكَينِ} عَلَى صورة مَلَك من جنس من الملائكة، وَهُوَ حجَّة لمن قال: إنَّ الملائكة أفضل من المؤمنين من بني آدم. {أو تكونا من الخالدين (20)} من الذين لا يموتون، ويبقون في الجنَّة ساكنين لا يفارقونها أمنا من الفناء.
{وقاسَمَهُما} أقسم لهما، {إنِّي لَكُما لَمِن الناصحين (21)} والناصح ضِدُّ الغَرور.
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «فنحرمهما مِمَّا أُعِدَّ لهما عَلَى الطاعة».
(2) - ... في الأصل: «ما أوري». وَهُوَ خطأ.
(3) - ... في الأصل توجد عبارة: «من الملائكة» فوق السطر، ولا ندري أين محلُّها من النصِّ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
5 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق