لاَهيَةً قلوبُهم} أي: استمعوه جامعين بين الاستهزاء بِهِ، والتلهِّي عَنْهُ بغيره، والذهولِ عَن التفكُّر فِيهِ، {وأسرُّوا النجوَى} بالغوا فيِ خَفَائها (1) {الذِينَ ظَلموا، هل هَذَا إِلاَّ بشرٌ مثلكم}؟ تكذيبا لَهُ. {أفتأتون السحر وأنتم تُبصرُونَ (3)}؟ كأنَّهم استدلُّوا (لَعَلَّهُ) ببَشريَّته عَلَى كَذِبه فيِ ادِّعاء الرسالة، لاعتقادهم أنَّ الرسولَ لاَ يكون إلاَّ مَلَكا؛ واستلزموا مِنْهُ أنَّ [ما] جاء به مِنَ الخوارق كالقرآن سِحرٌ، فأنكروا حضوره. وإنَّما أسرُّوا بِهِ تَشاورًا فيِ استنباط مَا يَهدِم أمرَه، ويُظهِر فساده للناس عامَّة.
{قَالَ: رَبِّي يَعلم القولَ فيِ السَّمَاء والأَرْض} جهرا كَانَ أو سرًّا، فضلا عمَّا أسرُّوا بِهِ، {وَهُوَ السميع العليم (4)} فِيهِ وعدٌ ووعيد.
{بَل قَالُوا: أضغاثُ أحلامٍ، بَل افتراه، بَل هُوَ شاعر} إضراب لَهُم عَن قولهم هُوَ سِحر، إِلىَ أنَّه تخاليط الأحلام، ثُمَّ إِلىَ أنَّه كلام افتراه، ثُمَّ إِلىَ أنَّه قولُ شاعر، {فليأتنا بِآيَةٍ كما أُرسِل الأوَّلُونَ (5)} مثل اليد البيضاء والعصا.
{مَا آمنت قبلَهم مِن قريةٍ أهلكناها} باقتراح الآيات لَمَّا جاءتهم، {أفهم يُؤْمِنُونَ (6)} لو جِئتَهم بها وَهُم أعمى مِنْهُم؟. وفيه تنبيه عَلَى أنَّ عَدم الإتيان بالمُقتَرَح للإبقاء عليهم؛ إذ لو أتى به لم يؤمنوا، واستوجبوا عذابَ الاستئصال، كَمَن قبلَهم.
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «إخفائها». كما عند أبي السعود: تفسير، مج3/ ج6/ ص54.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
59 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق