واسألهم عن القرية التي [183] كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت} بتجاوزهم حدَّ الله فيه، وَهُوَ اصطيادهم، وقد مضت قصَّتهم، {إذ تأتيهم حيتانُهم يومَ سَبْتِهِم شُرَّعا ويومَ لا يَسْبِتُون لا تأتيهم كَذَلِكَ نبلوهم بما كانوا يفسقون (163)} بسبب فسقهم يسَّر الله عَلَيْهِم العسرى، وأغلق عليهم باب اليسرى.
{وإذ قالت أُمَّة منهم} جماعة من صلحاء القرية الذين أيسوا من وعظهم عظهم (1) بعدما ركبوا الصَّعبَ والذَّلول فيِ موعظتهم الآخرين، لا يقلعون عن وعظهم، {لِمَ تعظون قوما الله مهلكهم} باستئصالهم، {أو معذِّبهم عذابا شديدا} ما دون الهلاك، {قالوا معذرة إلى ربِّكم} أي: موعظتنا إبلاء (2) عذر الله، لِئَلاَّ ينسب فيِ النهي عن المنكر إِلىَ التفريط، أي: وعظناهم للمعذرة. {ولعلَّهم يتَّقون (164)} فيتركون ما هم عليه.
{فَلَمَّا نسوا ما ذكِّروا به} (لَعَلَّهُ) أي: أهل القرية لَمَّا تركوا ما ذكَّرهم به الصالحون. {أنجينا الذين ينهون عن السوء} وهم الموعِّظون عن العذاب الشديد، {وأخذنا الذين ظلموا} الذين تركوا ما وعظوا به، {بعذاب بئيس} شديد، {بما كانوا يفسقون (165)}.
{فَلَمَّا عتوا عَمَّا نُهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين (166)} مبعدين. والعذاب البئيس قيل: هو المسخ، قيل: صار الشباب قردة، والشيوخ خنازير، وكانوا يعرفون أقاربهم ويبكون ولا يَتَكَلَّمُون؛ والجمهور عَلَى أَنَّهَا ماتت بعد ثلاث؛ وَقِيلَ: مسخت قلوبهم لا أبدانهم، وجميع من عصى الله فهم مثل الأنعام والقردة بل أضلُّ وأعقل.
{وإذ تأذَّن ربُّك} أي: علم، {ليبعثنَّ عليهم} أي: كتب عَلَى نفسه ليسلِّطنَّ عليهم، {إلى يوم القيامة من يسومهم} من يوليهم، {سوء العذاب إنَّ ربَّك لسريع العقاب} لِلكُفَّارِ بالخذلان، {وَإِنَّهُ لغفور رحيم (167)} للمؤمنين.
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: - «عظهم».
(2) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «إبلاغ».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
48 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق