وَمَا أعْجَلَكَ عَن قومك يا موسى (83)}؟ سؤال عَن سبب العجلة يتضمَّن إنكارها مِن حيث أنَّها مُقتضيَّة فيِ نفسها، انضمَّ إِلَيْهِا إغفال القوم، وإيهام التعظيم عليهم (1)؛ فلذلك أجاب موسى عَن الأمرين، وقدَّم جواب الإنكار لأَنَّهُ أهمُّ: {قَالَ هُمْ أُولاَء عَلَى أَثَري} مَا تقدَّمتُهم إِلاَّ بخطى يسيرة، لاَ يُعتدُّ بها عادة، وليس بيني وبَيْنَهُمُ إلاَّ مسافة قريبة، يتقدَّم بها الرفقة بعضهم بعضا. {وعَجِلتُ إليك رَبِّ لترضى (84)} فإنَّ المسارعةَ إِلىَ امتثال أمرك، والوفاء بعهدك، يُوجب مرضاتك؛ كأنَّه رأى الاستعجال أحسن، وإن كَانَ تركه حسنا.
{قَالَ: فَإِنَّا قد فَتَنَّا قومَك مِن بعدك} ابتليناهم بعبادة العجل، بعد خروجك من بينهم، وَهُم الذِينَ خلَّفهم مَعَ هارُونَ، {وأضلَّهم السامريُّ (85)} بِاتِّخَاذِ العجل، والدعاء عَلَى (2) عبادته.
{__________
(1) - ... هَذِهِ العبارة غير واضحة، ونجد توضيحها عند أبي السعود: «وهذا ــ كما ترى ــ سؤال عن سبب تقدُّمه عَلَى النقباء، مسوق لإنكار انفراده عنهم، لِمَا ذلك ــ بحسب الظاهر ــ من مخايل إغفالهم، وعدم الاعتداد بهم، مع كونه مأمورا باستصحابهم وإحضارهم معه؛ لا لإِنكار نفس العجلة الصادرة عنه عليه الصلاة والسلام، لكونها نقيصة منافية للحزم اللائق بأولي العزم». أبو السعود: تفسير، مج3/ ج6/ ص33.
(2) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «إلى».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
42 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق