إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فيِ الأَرْض} التمكين: تمهيد الأسباب، {وآتيناه مِن كلِّ شيء} أراده من أغراضه، ومقاصده فيِ ملكه؛ أَرَادَ: مِن كلِّ مَا يستعين بِهِ الملوك عَلَى فَتحِ المدن، ومحاربة الأعداء، {سَبَبًا (84)} طريقا موصلاً إِلَيْهِ. {فأتبع سَبَبًا (85)} والسبب: مَا يُتَوصَّل بِهِ إِلىَ المقصود، مِن عِلمٍ، أو قُدرة؛ فأراد بلوغ المغرب، فأتبع سببا: يوصله إِلَيْهِ حتَّى بلغ؛ وكذلك أَرَادَ المشرق فأتبع سببا، وأراد بلوغ السدَّين فأتبع سببا؛ «ثُمَّ أتبع» كوفيٌّ وشاميٌّ، الباقون بِوَصل الألف وتشديد التاء. عَن الأصمعي: «أتبع: لَحِقَ، واتَّبع: اقتفى وإن لم يلحق».
{حتَّى إِذَا بَلَغَ مَغربَ الشمس} أي: مُنتَهى العمارة نحو المغرب، وكذا المطلع، {وجدها تَغرُبُ فيِ عين حَمِئَة} ذات حمأة، مِنَ حَمِئَت (1) البئر: إِذَا صارت فِيهَا الحَمْأة. «حَامِيَةٌ» شاميٌّ وكوفيٌّ غَيْر حفص، بمعنى حارَّة. {وَوَجَد عندها} عند تلك العين {قوما} عُراةً مِنَ الثياب؛ {قلنا: يا ذا القرنين} (لَعَلَّهُ) ألهمه ذَلِكَ {إمَّا أن تُعذِّب، وَإمَّا أن تَتَّخذ فِيهِم حُسنا (86)} (لَعَلَّهُ) أي: إليك الاختيار فيِ أن تعصي الله فِيهِم، أو تطيع.
{قَالَ: أمَّا مَن ظَلَمَ فسوف نعذِّبه، ثُمَّ يُردُّ إِلىَ ربِّه فيعذِّبه عذابا نُكْرًا (87)} أي: مُنكَرا بالنار فيِ القيامة؛ يعني: أمَّا مَن دَعَوته إِلىَ الإسلام فأبى إِلاَّ البقاء عَلَى الظلم، فذاك هُوَ المعذَّب فيِ الدارين.
{__________
(1) - ... في الأصل: «حمت»، والصواب ما أثبتناه من الزمخشري: الكشَّاف، 2/ 581. «والحَمْأَة: الطين الأسود المنتن ... وحَمِئت البئر حَمَأً بالتحريك، فهي حَمِئةٌ إذا صارت فيها الحمْأة وكثرت». ابن منظور: لسان العرب، 1/ 712.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
410 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق