ورَبُّكَ الغَفُور} البليغ المغفرة، {ذو الرحمة} الموصوف بالرحمة، {لو يُؤَاخِذُهم بِمَا كَسَبوا لَعَجَّل لَهُمُ العذابَ} أي: ومِن رحمته ترك مؤاخذته لَهُم. {بَل لَهُم مَوعِدٌ لَن يَجِدوا مِن دُونِه مَوْئِلا (58)} مَنْجًا ومَلجَأً؛ يقال: «وَأَلَ» إِذَا نجا، و «وَأَلَ إِلَيْهِ» إِذَا لجأ (1).
{وتلك القُرَى أهلكناهم} المراد: مَن تَقَدَّم مِن قومِ نوح وعاد وثمود وغيرهم، {لمَّا ظَلَموا، وجعلنا لِمَهلَكِهم مَوعدا (59)} فضرَبْنَا لإهلاكهم وقتا مَعلُوما لاَ يَتَأَخَّرون عَنْهُ، كما ضرَبْنَا لهؤلاء؛ والمَهْلَكُ: الإهلاك.
{وإذ قَالَ موسى لفتاه} الذِي يَخدمه ويَتبَعُه: {لاَ أَبرَحُ} لاَ أزول طلبا للعلم (2) {حتَّى أبلغَ مَجْمَعَ البحرين} وَهُوَ المكَانَ الذِي وُعِدَ فِيهِ موسى لقاء الخَضِر، {أو أَمضِيَ حُقُبا (60)} أو أسير سنينَ طوالا؛ قيل: قَالَ موسى [لِرَبِّه]: «إن كَانَ فيِ عِبَادك مَن هُوَ أعلم منِّى فادللنِي عليه؟، قَالَ: أعلم منك الخَضِر؛ قَالَ: أين أطلبه؟ قَالَ: عَلَى الساحل عند الصخرة؛ قَالَ: يا ربِّ كيف لي بِهِ؟ قَالَ: تأخذ حوتا، فحيث فقدته فهو هناك». ويحتمل كَانَ هَذَا مِن موسى قبل استنبائه؛ وبعد استنبائه (لَعَلَّهُ) تفسير لقوله: {فخذها بقوَّة} (3) يعني: الألواح؛ فأعلمنا الله بحاله لنقتدي بِهِ؛ إن كَانَ قبل الاستنباء أو بعده، لقوله: {فبهداهم اقتده} (4).
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجمعَ بينِهِما نَسِيَا حُوتَهما فاتَّخذَ سبيلَه فيِ البحر} أي: اتَّخَذَ طريقا لَهُ مِنَ البرِّ إِلىَ البحر {سَرَبًا (61)} أي: سَرَبَ فِيهِ سَرَبًا؛ يعنى: دَخَل فِيهِ واستتر بِهِ.
{__________
(1) - ... في الأصل: «وءل إِذَا نجا، ووءل إِلَيْهِ إِذَا لجئ».
(2) - ... انظر التحقيق في مَعنَى {لا أبرح} في الزمخشري: الكشَّاف، 2/ 570.
(3) - ... سورة الأعراف: 145.
(4) - ... سورة الأنعام: 90. وفي الأصل: «فاقتده»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
405 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق