وَوُضِع الكتاب} أي: صُحف الأعمال {فترى المجرمين مُشفِقين} خائفين {مِمَّا فِيهِ} مِمَّا قدَّموه مِنَ الذنوب، خلاف المؤمنين، فإنَّهم يبتهجون بِمَا فِيهِ، ويفرحون ويستبشرون، {ويقولون: يا ويلتنا} يا هَلاَكَنا؛ والويل والويلة: الهلكة؛ وكلُّ من وقع فيِ هلكة دعا بالويل، {مَا لهذا الكتاب لاَ يُغَادِر صغيرة وَلاَ كبيرة}، لأَنَّهُ مأخوذ بالصَّغائر والكبائر، {إلاَّ أحصاها، ووَجَدوا مَا عملوا حاضرا} جزاء مَا عَمِلوا مِنَ الصغيرة والكبيرة، {وَلاَ يظلِم رَبُّكَ أحدا (49)} فيكتب عليه مَا لاَ يعمل؛ أو يزيد فيِ عقابه المستحقِّ عقابه؛ أو يُعذِّبه بغير جُرم.
{وإذ قلنا للمَلاَئِكَة: اسجدوا لآدمَ} سجودَ تحيَّة وإجلال وتعظيم؛ أو سجودَ انقيادٍ، {فسجدوا، إِلاَّ إبليس كَانَ مِنَ الجنِّ} هُوَ مُستأنف، كَأنَّ قائلا قَالَ: مَا لَهُ لم يسجد؟ فقيل: «كَانَ مِنَ الجنِّ». {فَفَسَق عَن أمرِ ربِّه} خرج عمَّا أمره بِهِ ربُّه مِنَ السجود؛ وَهُوَ دليل عَلَى أنَّه كَانَ مأمورًا بالسجود مَعَ المَلاَئِكَة. {أَفتتَّخذونه وذرِّيَّته} «الهمزة»: للإنكار والتعجُّب، كأنَّه قيل: أَعُقَيْبَ مَا وُجِد مِنْهُ الإيباء تتَّخذونه وذرِّيته {أولياءَ مِن دوني} وتستبدلونهم بي. وكَأنَّ هَذِهِ الآية تدلُّ عَلَى أن ليس فيِ ذرِّيَّته مطيع تجوز وَلايته، وكَأنَّ الجنَّ من غَيْرِه، لأَنَّ فِيهِم المطيع والعاصي. {وَهُم لكم عدوٌّ} وفي الجنِّ أولياء وأعداء، بدليل قوله: {وَإِنَّا مِنَّا المُسْلِمُونَ ومِنَّا القاسطون} (1) {بِئْسَ للظالمين بَدَلا (50)} بئس البدل [332] مِنَ الله إبليسُ، لمن استذلَّه فأطاعه بَدَلَ طاعته، وعَبَدَه بَدَلَ عِبَادته.
{__________
(1) - ... سورة الجن: 14.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
401 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق