ثُمَّ آتينا موسى الكتاب تماما} للكرامة والنعمة، {عَلَى الذِي أَحسَنَ} عَلَى مَن أَحسَنَ القيام بِهِ، {وتفصيلا لِكُلِّ شيء} وبيانا مفصَّلا لِكُلِّ مَا يحتاجون إِلَيْهِ من أمر دينهم ودنياهم، {وهُدًى} وهُدًى عَن الضلالة، {ورحمة} مِنَ العذاب، {لَعَلَّهُم بلقاءِ رَبِّهم يُؤمِنُونَ(154)} يصدِّقون.
{وهذا} أَي: القرآن، {كِتَابٌ أنزلناه مبارَكٌ} كثير الخير، {فاتَّبعوه واتَّقُوا} مخالفته، {لَعَلَّكُم} لكي، {تُرحَمُونَ(155)}.
{أن تقولوا} لئلاَّ تقولوا: {إِنَّمَا أُنزِل الكتابُ عَلَى طائفتين مِن قَبلِنا} أهل التَّوْرَاة وأهل الإِنجِيل، {وإن كُنَّا عَن دراستهم} عَن تلاوة كتُبهم، {لَغافلِينَ(156)} لاَ علم لَنَا بشيء من ذَلِكَ؛ والمراد إثبات الحجَّة عَلَيْهِم بإنزال القرآن عَلَى محمَّد - عليه السلام - ، لئلاَّ يقولوا يوم القيامة: إنَّ التَّوْرَاة والإِنجِيل أُنزل عَلَى الطائفتين مِن قَبلِنا، وكنَّا غافلين عمَّا فِيهَا.
{أو تقولوا} أو كراهة أن تقولوا: {لو أنَّا أُنزل علينا الكتابُ لكُنَّا أهدَى مِنْهُم} بحدَّة أذهاننا، وثَقابَة أفهامنا، وغزارة حفظنا، أَي: لو أُنزل علينا كما أُنزل عَلَى اليهود والنصارى لكنَّا خيرا مِنْهُم؛ {فقد جاءكم بيِّنة من ربِّكم} إن صَدَقتم فيما كُنتُم تعدُّون من أنفسكم، فقد جاءكم مَا فِيهِ البيان الساطع والبرهان القاطع، {وهدًى ورحمةٌ} لمن تأمَّله وعمل بِهِ، {فمن أظلمُ مِمَّن كذَّب بِآيَاتِ الله} بعدمَا عرف صدقها وصحَّتها، {وصَدَفَ عنها} أَي: أعرض عنها، {سنَجزي الذِينَ يَصدِفون عَن آياتنا سوءَ العذاب} وَهُوَ النهاية فيِ النكاية {بِمَا كَانُوا يَصدِفُونَ(157)} بإعراضهم.
{
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
394 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق