فتنازعوا أمرَهم بَيْنَهُم} أي: تشاورت السحرةُ فيِ أمر موسى حين سمعوا كلامَه، فقال بعضهم: «ليس هَذَا مِن كلامِ السحر». {وأسرُّوا النجوى (62) قَالُوا: إنْ هذان لَسَاحران} تفسير لـ: {أسرُّوا النجوى}. {يُريدان أن يُخرجاكم مِن أرضكم} بالاستيلاء عليها، لأَنَّهُ إِذَا استولى عَلَيْهِم فلم يبق لَهُم رأي وَلاَ تدبير؛ فكأنَّه فيِ المعنى أخرجكم مِن أرضكم، وكلُّ ذَلِكَ حُبٌّ للرئاسة، كما قَالَ: {وتكونَ لكما الكبرياء فيِ الأَرْض} (1). {بسِحْرِهما، ويَذهَبَا بطريقتِكم المُثلَى (63)} بِمذهبكم الذِي هُوَ أفضل المذاهب، بإظهار مذهبه وإعلاء [354] دينه، لقوله: {إنِّي أخاف أن يُبدِّل دينَكم} (2)؛ وقيل: أرادوا أهل طريقتكم، وَهُم بنو إسرائيل، فإنَّهم كَانُوا أرباب عِلمٍ فيما بَيْنَهُم، لقول موسى: {أرسل معنا بَنِي إِسْرَائِيلَ} (3)، وقيل الطريقة: اسم لوجوه القوم وأشرافهم، من حيث أنَّهم قدوة لغيرهم.
{فأجْمِعوا كيدَكم} أي: اجعلوه مجمَعا عليه، لاَ يختلف عَنْهُ وَاحِد منكم؛ أي: اعزموا عَلَى الكيد مِن غير اختلاف بينكم فِيهِ؛ والكيد: يؤتى بِهِ عَلَى خِفيَة، {ثمَّ ائتوا صفًّا} مُصطفِّين، لأَنَّهُ أَهيَب فيِ صدور الرائين؛ قيل: كَانُوا سبعين ألفا، مَعَ كُلِّ وَاحِد مِنْهُم حبلٌ وعصا؛ وأقبلوا عليه إقبالةً وَاحِدَة. {وقد أفلحَ اليومَ من استعلَى (64)} فازَ بالمطلوب مَن غَلَب وترأَّس.
{__________
(1) - ... سورة يونس: 78.
(2) - ... سورة غافر: 26.
(3) - ... سورة الشعراء: 17.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
38 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق