ورَبَطنا عَلَى قلوبهم} وقوَّيناهم بالصبر عَلَى هَجْرِ الأوطان، والفرار بالدين إِلىَ بعض الغِيرَان، وجسَّرناهم عَلَى القيام بكلمة الحقِّ، {إذ قاموا فَقَالُوا} بأمر الله، مِن قولهم قامَ بالأمر: إِذَا أظهره وأعلنه: {رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَات والأَرْض، لن نَدعو مِن دونه إلها} ولئن سَمَّيناهم آلهة، {لَقَد قُلنا إِذًا شططا (14)} قولاً ذاَ شططٍ، وَهُوَ الإفراد بالظلم (1)، والإبعاد فِيهِ.
{هؤلاء قومُنا اتَّخَذُوا مِن دونه آلهة، لولا يأتون عليهم} هلاَّ يأتون [327] عَلَى عبادتهم {بسلطان بَيِّن} بحجَّة ظاهرة، {فمن أظلم مِمَّن افترى عَلَى الله كَذِبا (15)} بنسبة الشريك إِلَيْهِ، بالقول أو الفعل أو الاعتقاد!.
{وإذ اعتَزَلتُمُوهُم} خطابٌ مِن بعضهم لبعض، حين صمَّمت عزيمتهم عَلَى الفرار بدينهم، {وَمَا يعبدون إِلاَّ الله} أي: فارقوهم عَلَى عبادة غَيْرِ الله، (لَعَلَّهُ) ولأن يخطِّئوهم عَلَى ما فعلوا من الحَقِّ [كَذَا]؛ وَفيِ ذلك (لَعَلَّهُ) دلالة عَلَى أَنَّهُ قد بقيت بقيَّة متمسِّكة بِالْحَقِّ، وعبادةِ الله، لا (2) {فأووا إِلىَ الكهف يَنشر لكم رَبّكُم من رحمته} عَلِموا أنَّه لاَ يضيع مَنِ التجأ إِلَيْهِ، {ويُهَيِّئْ لكم مِن أمرِكم مرفقا (16)} وَهُوَ مَا يُرتَفَق بِهِ، أي: يُنتَفَع بِهِ، وإنَّما قَالُوا: ذلك ثقة بفضل الله، وقوَّة فيِ رجائهم، لتوكُّلِهم عليه؛ وانظر كيف كان عاقبة مَن تَوَكَّل عليه، واصغ إِلىَ قوله، وتفكَّر واعتبر، إذ قَالَ:
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، والصواب: «الإفراط في الظلم». انظر: الزمخشري: الكشَّاف، 2/ 552.
(2) - ... كتب الناسخ هنا إحالة إِلىَ الحاشية، ولم يذكر أيَّ شَيْء فيها؛ وفيها نقص بيِّن.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
389 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق