ثُمَّ بعثناهم} أي: أيقظناهم مِن نَومهم {لِنعلمَ أيُّ الحزبين} (لَعَلَّهُ) المختلِفَين فيِ مُدَّة لَبثهم، لأَنَّهُم لَمَّا انتبهوا اختلفوا فيِ مُدَّة لَبثهم، وذلك قوله {قَالَ قائل مِنْهُم: كم لبثتم؟ قَالُوا: لَبِثنا يوما أو بعضَ يوم؛ قَالُوا: رَبُّكُم أعلم بِمَا لبثتم}. وكأنَّ الذين قالوا: «رَبُّكُم أعلم بِمَا لبثتم» هُمُ الذِينَ عَلموا أنَّ لبثهم قد تطاول. أو أيُّ الحزبين المختلفين من غيرهم {أَحصَى لِمَا لَبِثوا أمدا (12)} والمعنى: أنَّهم أضبط أمدًا لأوقات لبثهم بالأمارات والدلائل، وكأنَّهم أخصُّ مَدحًا مِنَ الذين قَالُوا: «لبثنا يومًا أو بعضَ يوم»، وإن كَانُوا لم يكتسبوا بذلك مَعَ الله عيبا وَلاَ ذَمًّا، لأَنَّهُم كأنَّهم قَالُوا ذَلِكَ عَلَى سبيل الاجتهاد والرأي، لاَ عَلَى القطعِ بالشهادة بالغيب.
{نَحْنُ نَقصُّ عليك نَبَأَهُم بِالْحَقِّ} بالصدق، {إِنَّهُمْ فتيةٌ} جمع: فَتًى، والفتوَّة: بذل النَّدَى (1)، وكفُّ الأذى، وتَرك الشكوى؛ أو اجتناب المحارم، واستعمال المكارم؛ وقيل الفتىَ: مَن لاَ يَدَّعي قبل الفعل، وَلاَ يُزكِّي نفسه بعده. وقيل: شبابا. {آمنوا بربِّهم وزدناهم هُدًى (13)} يقينا وعِلما، وكَانُوا مِن خواصِّ دقيانوس، قد قذفَ فيِ قلوبهم الإيمان، وخافوا مِنْهُ ومِن قومه؛ وقالوا: لِنَخْلُ اثنان اثنان مِنَّا، فَيُظهر كلٌّ منهما مَا يُضمر بِهِ لصاحبه، فَفَعلوا؛ فحصل اتِّفَاقُهم عَلَى الإيمان.
{__________
(1) - ... في الأصل: «النداء»، وهو خطأ. قال في اللسان: «والندى عَلَى وجوه: ندى الماء، وندى الخير، وندى الشرِّ، وندى الصوت، وندى الحُضْر، وندى الدُّخْنة ... وندى الخير: هو المعروف». والمقصود المعنى الأخير. ابن منظور: لسان العرب، 6/ 610. مادَّة «ندي».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
388 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق