وَلَقَد جئتمونا فُرَادى} بلا ثواب مِمَّا خوَّلوه، لأنَّهم لم يريدوا بِهِ وجه الله، {كما خلقناكم (1) أَوَّلَ مرَّة} عراة مِمَّا خُوِّلوه؛ وكأنَّهم لم ينعم عَلَيْهِم بنعمة، من حيث إنَّهم كفروها ولم يشكروها، {وتركتم مَا خوَّلناكم} لم يزدكم قربة، بَل زادكم بعدًا وغضبًا وخسارًا {وراء ظهوركم} فيِ الدُّنْيَا لأهلها، ولم تتزوَّدوا مِنْهُ لهذا السفر، {وَمَا نَرى معكم شُفعاءَكم الذِينَ زَعَمتم} أَي: ادَّعيتم، {أنَّهم فيكم شُركاء} مُعاونوكم ومناصروكم مِن دوننا، وَهُوَ هواء أنفسهم وَمَا عبدوه من دون الله، {لَقَد تقطَّع بينكم} أَي: وقع التقطُّع بينكم، أَي: تقطَّع وصلكم؛ وذلك مثل قوله: {وتقطَّعت بهم الأسباب} (2) أَي: المواصلات والبَين، {وضلَّ عنكم} ضاع وبطُل، {مَا كُنتُم تزعمُونَ (94)} أنَّها شفعاؤكم عند الله أو دونه.
{إِنَّ اللهَ فالقُ الحَبِّ والنوى} للنَّبت، {يُخرج الحيَّ مِنَ الْمَيِّتِ} النباتَ مِنَ الحَبِّ، {ومُخرجُ الْمَيِّتِ مِنَ الحيِّ} الحَبِّ مِنَ النباتِ، أو المؤمنِ مِنَ الكافرِ، والكافرِ مِنَ المؤمنِ، {ذلكم الله} المحيي المُميت: هُوَ الله الذِي تحقُّ لَهُ الربوبيَّة لاَ الأصنام، {فأنىَّ تؤفكُونَ (95)} فكيف تُصرفون عَنْهُ إِلىَ غيره، بعد وضوح الدليل.
{__________
(1) - ... في الأصل: «خلقنا» وهو خطأ.
(2) - ... سورة البقرة: 166.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
371 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق