وَمَا قدروا الله حقَّ قدرِه} مَا عرفوه حقَّ معرفته فيِ الرحمةِ عَلَى عباده حين أنكروا بعثة الرسل والوحي إِلَيْهِم، وذلك من أعظم رحمته؛ {إذ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى بشرٍ مِن شيء} أنكروا الرسلَ وَمَا جاءوا بِهِ، وإنكارهم لرسالة الرسل، إنكار فيِ المعنى لوحدانيَّة الله. {قل: مَن أَنزَلَ الكتابَ الذِي جاء بِهِ موسى نورًا وهدى للنَّاس، تجعَلونه قراطيسَ تُبدونها وتُخفون كثيرا} بإبداء مَا تشتهونه وإخفاء مَا تكرهونه، {وعُلِّمتم مَا لم تَعلَموا أَنتُم وَلاَ آباؤكم} من أمر دينكم ودنياكم، {قلِ: اللهُ} أَي: اِلزم توحيده وطاعته وعبادته؛ {ثمَّ ذرهم} أَي: اتركهم وعبادتهم {فيِ خوضهم} باطلهم، {يلعبُونَ(91)} اللعب مَا فِيهِ تَعَب النفوس، وعذابها فيِ الدُّنْيَا، مَعَ العذاب الأكبر.
{وهذا كِتَابٌ أنزلناه مباركٌ} كثير المنافع والفوائد التِي لاَ حدَّ لَهَا من دينٍ ودنيا، {مصدِّق الذِي بين يديه} مَا قبله مِنَ الكتب، {ولتُنذر أمَّ القرى} مكَّة، وسُمِّيت أمَّ القرى لأنَّها سُرَّة الأَرْض وقبلة أهل القرى، وأعظمها شأنًا، ولأنَّ الناس يؤمُّونها، {ومَن حولَها} مَا سواها من أهل الأَرْض مِنَ المتعبِّدين، {وَالذِينَ يُؤمِنُونَ بالآخِرَة} يصدِّقون بالعاقبة، ويخافونها وأصل الدين: خوف العاقبة؛ {يُؤمِنُونَ بِهِ} فإنَّ من صدَّق بالآخِرَة خاف[152] العاقبة، ولا يزال الخوف يحمله عَلَى النظر والتدبُّر، حتَّى يؤمن بالنبيِّ والكتاب، {وَهُم عَلَى صلاتهم يحافظُونَ(92)} خُصَّت الصلاة بالذكر لأنَّها عماد الدين؛ فمن حافظ عليها، حافظ عَلَى أخواتها ظاهرًا وباطنًا.
{
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
369 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق