اذهبا إِلىَ فرعون إِنَّهُ طغى (43) فقولا لَهُ قولا ليِّنًا} مثل: {هل لَّك إِلىَ أن تزكَّى، وأَهدِيَكَ إِلىَ رَبِّكَ فتخشى} (1)، فإنَّه دعوة فيِ صورة عَرْض ومشورة؛ احذَرَا أن تَحمله الحماقة عَلَى أن يَسطو عليكما. {لَعَلَّهُ يتذكَّر أو يَخشى (44)} أي: بَاشر (2) الأمر عَلَى رَجائكما وطَمعِكما أنَّه يُثمر، وَلاَ يَخيب سعيكما؛ فإنَّ الراجي مُجتهد، والآيس مُتكلِّف. والفائدة فيِ إرسالهما والمبالغة عليهما فيِ الاجتهاد، مَعَ علمه بأنَّه لاَ يُؤْمِنُ؛ [352] إلزاما للحجَّة، وقطعا للمعذرة، وإظهار ما حدث فيِ تضاعيف ذلك مِنَ الآيات، والتذكُّر للمتحقِّق، والخشية للمُتوهِّم.
{قالاَ: رَبَّنَا إِنَّنَا (3) نَخاف أن يَفرُط علينا} أن يَعجَل علينا بالعقوبة، وَلاَ يصبر إِلىَ تَمام الدعوة وإظهار المعجزة؛ أي: نَخاف أن يَحمله حامل مِن استكبار، أو خوفٍ عَلَى المُلكِ، أو شيطان إنسيٍّ أو جِنِّيٍّ عَلَى المعاجلة بالعقاب، {أو أَن يَطغى (45)} أي: يُجاوِزُ الحدَّ فيِ الإساءة إلينا.
{قَالَ: لاَ تَخافا إِنَّنِي معكما} بالحفظ والنصرة {أسمعُ وأَرَى (46)} مَا يَجري بينكما، وبينه مِن قول وفعل، فَأُحدِث فيِ كُلِّ حال مَا يصرف شرَّه عنكما، ويُوجِبُ نُصرَتي لكما.
{__________
(1) - ... سورة النازعات: 18 - 19.
(2) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الأصوب: «باشِرَا». بالتثنية خطابا لموسى وهارون عليهما السلام.
(3) - ... في الأصل: «إنا»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
33 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق