وَهُوَ القاهر} الغالب المقتدر، وفي القهر: زيادة معنى عَلَى القدرة، وَهُوَ منع غيره عَن بلوغ مراده، {فوق عباده} عالي عَلَيْهِم بالقدرة والقهر، {وَهُوَ الحكيم} فيِ تدبير أموره، {الخبير (18)} العليم.
{قل: أَيُّ شيء أكبر شهادةً؟ قل: الله} أَي: الله أكبر شهادة، وفيه دليل عَلَى جواز إطلاق الشيء عَلَى الله، لأنَّ الشيء اسم للموجود، وَلاَ يُطلق عَلَى المعدوم، وَاللهُ تعالى موجود فيكون شيئًا، ولذا يقال: الله تعالى شيء لاَ كالأشياء، {شهيد بيني وبينكم} عَلَى مَا أقول، أَي: يشهد لي بِالْحَقِّ، وعليكم بالباطل، {وأوحيَ إليَّ هَذَا القرآن لأُنذِرَكم بِهِ ومن بلَغَ} لأنذركم بِهِ يا أهل مكَّة، وسائر من بلغه مِنَ الأسود والأحمر، أو مِنَ الثقلين؛ أو لأُنذركم أيُّها الموجودون، ومن بلغه إِلىَ يوم القيامة؛ فيِ الحديث: «من بلغه القرآن، فكأنَّما رأى محمَّد (1) - صلى الله عليه وسلم - وأقام عَليه الحجَّة بِهِ» (2)، لأَنَّهُ معجز مخالف لكلام الآدميِّين، وقيل: من بلغه القرآن فكأنَّما كلَّمه الله تعالى، أو شيء مِنْهُ، وقيل: إنَّ المعنى ومن بلغ أن يكون إمامًا من آل محمَّد فهو يُنذر أَيْضًا بالقرآن، {أئنَّكم لتشهدون أنَّ مَعَ الله آلهةً أُخْرَى} استفهام إنكار وتبكيت، {قل: لاَ أشهد} إِن شهدوا {قل: إِنَّمَا هُوَ إله وَاحِد وإنَّني بريء مِمَّا تُشركُونَ (19)} [141] بالقول أو العمل أو النيَّة.
{الذِينَ آتيناهم الكتابَ} يعني: اليهود والنصارى، {يعرفونه} أَي: الله تعالى أو رسوله، تجليته ونعته الثابت فيِ الكتابين، {كما يعرفون أبناءهم؛ الذِينَ خسروا أنفسهم} بتنقيصها عَن الكمال، {فَهُم لاَ يُؤمِنُونَ (20)} بتضييعهم مَا بِهِ يُكتسب الإيمان، فلم تغن معرفتهم بِهِ.
{__________
(1) - ... في الأصل: «محمد»، وهو خطأ.
(2) - ... لم نعثر عَلَيه في الربيع ولا في الكتب التسعة ولا في الجامع الصغير وزياداته.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
339 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق