ولله يسجد مَا فيِ السَّمَاوَات وَمَا فيِ الأَرْض من دابَّة} بيان لِمَا فيِ السَّمَاوَات وَمَا فيِ الأَرْض جميعًا، عَلَى أنَّ فيِ السَّمَاوَات خَلقًا يدبُّون فِيهَا كما تدبُّ الأناسي فيِ الأَرْض، أو بيان لِمَا في الأَرْض وحده، والمراد بِمَا فيِ السَّمَاوَات: ملائكتهنَّ؛ ويقال: السجود: الطاعة، والأشياء كلُّها مطيعة لله عزَّ وجلَّ، من حيوان وجماد، قَالَ الله: {قالتا: أتينا طائعين} (1) ؛ وقيل: سجود الأشياء: تذلُّلها وتسخيرها لِمَا أُرِيدت لَهُ؛ وقيل: [301] سجود الجمادات وَمَا لاَ عقل لَهُ: ظهور أثر الصنع فِيهِ عَلَى معنى أنَّه يدعو العاقلين إِلىَ السجود لله عند التَّأَمُّل والتدبُّر فِيهِ؛ قَالَ الله تعالى: {سَنُرِيهم آياتنا فيِ الآفاق وفي أنفسهم} (2) . {والمَلاَئِكَة} خصَّ المَلاَئِكَة بالذكر ــ مَعَ كونهم من جملة مَا فيِ السماوات والأَرْض ــ تشريفا لَهُم ورفعا لشأنهم؛ وقيل: لخروجهم مِنَ الموصوفين بالدبيب، إذ لَهُم أجنحة يطيرون بها؛ وقيل: المراد بسجود المكلَّفين: طاعتهم وعبادتهم، وبسجود غيرهم: انقياده لإرادة الله، {وَهُم لاَ يستكبرُونَ(49)} (لعلَّه) يعني المَلاَئِكَة، {يخافون ربَّهم} أي: لاَ يستكبرون، خائفين {مِن فوقِهم} إن علَّقته بـ«يخافون» فمعناه: يخافونه أن يرسل عليهم عذابا من فوقهم، وإن علَّقته بربِّهم حال منهم، فمعناه: يخافون ربَّهم عاليا لَهُم، قاهرا، كقوله: {وَهُوَ القاهر فوق عباده} (3) ، {ويفعلون مَا يُؤمرُونَ(50)}، وكأنَّ هَذَا دليل عَلَى أنَّ المَلاَئِكَة مكلَّفون، مدارون عَلَى الأمر والنهي، وأنَّهُم بين الخوف والرجاء، (لعلَّه) وإذا كَانَ المَلاَئِكَة بين الخوف والرجاء مَعَ أنَّهم لاَ يعصونه طرفة عين وَلاَ يسأمون. (
__________
(1) - ... سورة فصِّلت: 11.
(2) - ... سورة فصِّلت: 53.
(3) - ... سورة الأنعام: 18.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
330 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق