وإن تعُدُّوا نعمة الله لاَ تُحصُوهَا} لاَ تَضبطوا عددها وَلاَ تَبلُغه طاقتكم، فضلاً أن تُطيقوا القيام بحقِّها من أداء الشكر، وإنَّما أتبَعَ ذَلِكَ مَا عدَّد من نعمه تنبيها عَلَى أنَّ وراءها مَا لاَ ينحصر وَلاَ يَنعَدُّ، {إنَّ الله لغَفُور رحيمٌ(18)} حيث رضيَ منكم بالإيمان بها جملة، (لعلَّه) وبالشكر فيما أحصيتم مِنَ النعمة، {والله يعلم مَا تُسرُّون وَمَا تُعلِنُونَ(19)} من أقوالكم وأفعالكم، وَهُوَ وعيد.
{وَالذِينَ يدعون} والآلهة التِي يَعبدونها، {من دون الله لاَ يَخلقون شَيْئًا وَهُم يُخلَقُونَ(20)} أي: هم {أمواتٌ غيرُ أحياءٍ، وَمَا يشعرون أيَّان يُبعَثُونَ(21)} نَفَى عَنْهُم خصائصَ الإلهيَّة بنفي كونهم خالقين، وأحياءَ لاَ يموتون، وعالمين بوقت البعث؛ وأثبت لَهُم صفات الخَلقِ، بأنَّهم مخلوقون أمواتٌ، جاهلون بالغيب. ومعنى «أموات غير أحياءٍ»: أنَّهم لو كَانُوا آلهة عَلَى الحقيقة، لكَانُوا أحياء غير أموات، أي: غير جار عليها (1) الموت، وأمرهم بالعكس من ذَلِكَ؛ والضمير فيِ «يُبعثون» للداعين، أي: لاَ يشعرون متى تُبعَث عَبَدَتُهم، وفيه تهكُّم للمشركين، وأنَّ آلهتهم لاَ يَعْلَمُونَ وقت بعثهم؛ فكيف يكون وقت جزائهم عَلَى عبادتهم؟، وفيه دلالة عَلَى أنَّه لاَ بُدَّ من البعث (2) .
{إلهكم إلهٌ واحدٌ} أي: ثبت بِمَا مَرَّ أنَّ الإِلَهِيَّة (3) لاَ تكون لغير الله، وأنَّ معبودكم وَاحِد.
[
__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «عليهم»، أو لَعَلَّ الضمير المؤنث يرجع إِلىَ الآلهة.
(2) - ... في الحاشية عبارة: «لعلَّه جزاؤهم». ولم نجد لها مكانا في المتن.
(3) - ... في الأصل: «آلهة»، وهو خطأ. انظر الزمخشري: الكشَّاف، 2/467.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
320 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق