وإن (1) كَانَ أصحابُ الأيكةِ}؛ قيل: هم قوم شعيب، كَانُوا يسكنون الغيضة (2)، فبعثه الله إِلَيْهِم، فكذَّبوه فَأُهلكوا بالظُّلَّة. والأيكة: الشجرة المتكاثفة، {لَظَالمِينَ (78)، فانتقمنا مِنْهُم} فأهلكناهم لمَّا كذَّبوا شعيبًا، {وَإنَّهُما} يعني مدينة قوم لوط وأصحاب الأيكة، {لَبِإِمامٍ مُبِينٍ (79)} طريق واضح، والإمام: اسم مَا يُؤْتَمُّ بِهِ.
{وَلَقَد كَذَّب أصحابُ الحجرِ} هم ثمود؛ والحِجرُ: واديهم. {المرسَلِينَ (80) [293] وآتيناهم آياتنا} بإقامة الحجج، {فكَانُوا عنها مُعرضِينَ (81)} (لعلَّه) بِقلَّة التفاتهم إِلَيْهِا.
{وكَانُوا يَنحِتُونَ مِنَ الجبال بيوتًا} أي: ينقبُون فيِ الجبال، أو يبنون بالحجارة، {آمنِينَ (82)} لوَثاقَة البيوت واستحكامها من أن تنهدم، ومن نقبِ اللصوص والأعداء، {فأخذتهم الصيحة مُصبحِينَ (83)، فما أغنى عَنْهُم ما كَانُوا يكسبُونَ (84)} من بناء البيوت الوثيقة، واقتناء الأموال النفيسة.
{وَمَا خلقنا السَّمَاوَاتِ والأَرْضَ وَمَا بينهما إِلاَّ بِالْحَقِّ} إِلاَّ خلقا مُلتبِسًا بِالْحَقِّ، لاَ باطلا وَلاَ عبثا، {وإنَّ الساعةَ} لتوقُّعِها كلَّ ساعة {لآتية}، وإنَّ الله ينتقم لك فيها من (لَعَلَّهُ) أعدائك، ومُجازيك وإيَّاهم عَلَى حسناتك وسيِّئاتهم، فإنَّه مَا خَلَقَ السَّمَاوَات والأَرْض وَمَا بينهما إِلاَّ لذلك، {فاصفحِ الصفحَ الجميلَ (85)} فأعرض عَنْهُم إعراضًا جميلاً بِحِلمٍ وإغضاء.
{إنَّ رَبَّكَ هُوَ الخلاَّق} الذِي خلقك وخلقهم، {العليمُ (86)} بحالك وحالهم فلا يخفى عليه مَا يجري بينكم، وَهُوَ يحكم بينكم.
{__________
(1) - ... في الأصل: - «كان»، وهو سهو.
(2) - ... في الأصل: «الغيظة»، وهو خطأ. والغيضة: البقعة الكثيفة الأشجار. انظر: الألوسي: روح المعاني، 14/ 75؛ أحمد مصطفى المراغي: تفسير المراغي، الطبعة الثالثة، 1394هـ/1974م، دار الفكر، بيروت، مج 5/ ج14 / ص30.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
311 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق