قل هل أنبِّئكم بشرٍّ من ذَلِكَ مَثوبةً عندَ الله} أَي: ثوابا، والمثوبة وإن كَانَت مختصَّة بالإحسان ولكنَّها وضعت موضع العقوبة، كقوله: {فبشِّرهم بعذاب أليم} (1)؛ وكَانَ اليهود يزعمون أنَّ المُسْلِمِينَ مستوجبون للعقوبة، فقيل لَهُمْ: {مَن لعَنَهُ الله} شرّ عقوبة في الحقيقة من أهل الإسلام فيِ زعمهم، {وغضب عليه} وعذَّبه، [129] {وجعل مِنْهُم القردة والخنازير وعَبَدَ الطاغوت} أَي: الشيطان، أَي: عاقبهم بسبب مخالفتهم إِيَّاهُ، بأن جعلهم عباد الشيطان. {أُوْلَئِكَ شرٌّ مكانا} جعلت الشرارة للمكَانَ، وهي لأهله للمبالغة، {وأضلُّ عَن سواء السبيل (60)} عَن قصد الطريق الموصل إِلىَ الجنَّة.
{وإذا جاءوكم قَالُوا آمنَّا وقد دخلوا بالكفر وَهُمْ قد خرجوا بِهِ} أَي: دخلوا كَافِرِينَ وخرجوا كَافِرِينَ، وتقديره ملتبسين بالكفر لاَ منفكِّين عَنْهُ، وكذلك قد دخلوا وَهُمْ قد خرجوا، معناه: دخلوا فيما دخلوا فِيهِ كَافِرِينَ، وخرجوا فيما خرجوا مِنْهُ مِنَ الأمور كَافِرِينَ، معناه: لاَ يزايلهم الكفر، كَانُوا ملازمين للأمور أم تاركيها. {والله أعلمُ بِمَا كَانُوا يكتمُونَ (61)} مِنَ النفاق.
{وترى كثيرا مِنْهُمْ يسارعون فيِ الإثم والعدوان}، قيل: الإثم مَا يختصُّ بهم، والعدوان مَا يتعدَّاهم إِلىَ غيرهم؛ والمسارعة فيِ الشيء: الشروع فِيهِ بسرعة عَن فواته عَنْهُمْ، لأَنَّ الهوى قادهم إِلَيْهِ، {وأكلهم السحت لبِيسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62)} لبِيسَ شَيْئًا عملوه.
{لولا} هلاَّ {ينهاهم الربَّانيُّون والأحبار عَن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبِئسَ مَا كَانُوا يصنعُونَ (63)} هَذَا ذمٌّ للعلماء، والأوَّل للعامَّة؛ وعن ابن عبَّاس: «هِيَ أشدُّ آية فيِ القرآن، حيث أُنزِل تارك النهي عَن المنكر منزلة مرتكب المنكر».
{__________
(1) - ... سورة آل عمران: 21.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
311 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق