وَلَقَد علمنا المستقدِمين منكم، وَلَقَد علمنا المستأخِرِينَ (24)} من تقدَّم ولادة ومؤنةً ومن تأخَّر، أو من خرج من أصلاب الرجال، ومن لم يخرج بعدُ؛ وقيل: الأوَّلين والآخرين؛ وقيل: «المستقدِمين»: مَن خَلَقَه الله، و «المستأخرين»: من لم يُخلَق بعدُ، أو من تقدَّم فيِ الإسلام وفي الطاعات.
{وإنَّ رَبَّكَ هُوَ يحشرهم} أي: هُوَ وحده يقدر عَلَى حشرهم، ويحيط بحصرهم، {إِنَّهُ حكيمٌ عليمٌ (25)} باهرُ الحكمة واسع العلم.
{وَلَقَد خلَقنَا الإنسانَ مِن صَلصَالٍ مِن حَمَإٍ}، (لعلَّه) طين يابس غير مطبُوخٍ، الذِي إِذَا ضَربتَه سَمِعت لَهُ صَلصَلَة، {مَسنُونٍ (26)} مُصوَّرٍ، وفي الأوَّل كَانَ تُرابا يُعجَن بالماء فصار طينًا، فَمَكَث فَصار حمأً، {والجانَّ} (لعلَّه) أبا الجنِّ، كآدم للإنسان، وَهُوَ إبليس؛ وقيل: الجانُّ أبُو الجنِّ، وإبليس أبُو الشياطين (1)، وفي الجنِّ مُسْلِمُونَ وكَافِرُونَ، ويَحيَون ويموتون؛ أمَّا الشياطين فليس مِنْهُم مُسْلِمُونَ، {خَلقنَاهُ من قبلُ} من قبلِ آدم {من نار السَّمُومِ (27)} من نار الحرِّ الشديد النافذ فيِ المسامِّ.
{وإذ قَالَ رَبُّكَ للمَلاَئِكَة: إِنِّي خَالقٌ بشرًا من صلصال من حمإٍ مسنُونٍ (28) فإذا سوَّيتُه} أتممتُ خِلقته وهيَّأتُها لنفخ الروح فِيها. {ونَفختُ فِيهِ من روحي} وجعلت فِيهِ الروح وأحييته، وليس ثمَّة نفخٌ وإنَّما هُوَ تمثيل، {فَقَعُوا لَهُ ساجدِينَ (29)} هُوَ أمرٌ مِن “وقع يقع”، أي: اخضعوا لَهُ وانقادوا؛ وفيه دليل عَلَى أنَّه يجوز تقديم الأمر عَن وقت الفعل.
{__________
(1) - ... في الأصل: «أب الجنِّ، وإبليس أب الشياطين».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
305 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق