وأنذرِ الناس (1) يوم يأتيهم العذاب} عند قبض أرواحهم، أو يوم القيامة، {فيقول الذِينَ ظلموا: رَبَّنَا أخِّرنا إِلىَ أجلٍ قريب نُّجِب دعوتَك ونتَّبعِ (2) الرسلَ}، أي: أَمهِلنَا إِلىَ حدٍّ قريب نتدارك مَا فرَّطنا فِيهِ، من إجابة دعوتك واتِّباع رسلك، فيُقال لَهُم: {أولم تكونوا أقسمْتُم من قبلُ مَا لكم من زوال (44)} المعنى: أقسمتم أَنَّكُم باقون فيِ الدُّنْيَا لاَ تُزَالون بالموت؛ ولعلَّهم أقسموا بَطَرًا وغرورًا، إذ دَلَّ عليه حالهم حيث بنوا شديدا، وأملوا بعيدا، وقيل: أقسمتم أَنَّكُم إِذَا متُّم لاَ تُبعَثون، كقوله: {وأقسموا بالله جَهدَ أيمانهم لاَ يبعثُ الله من يموت} (3)، ويحتمل أنَّهم أقسموا فيِ الحياة الدُّنْيَا أنَّهم مالهم من زوال عَن الطاعة ثُمَّ عصوا، وَاللهُ أعلم بتأويل كتابه.
{وسَكَنتم فيِ مساكن الذِينَ ظلموا أنفسَهم} بالكفر أي: أقرُّوا فِيهَا واطمأنُّوا، طيِّبي النفوس، سائرين بسيرة مَن قبلهم مِنَ الظلم والفساد، لاَ يحدِّثونها بِمَا وقع عَلَى الأَوَّلين؛ فكيف كَانَ عاقبة ظلمهم فيعتبروا ويرتدعوا، {وتَبيَّنَ لكم} بالأخبار والمشاهدة، {كيف فعلنا بهم}، أي: أهلكناهم وانتقمنا مِنْهُم، {وضرَبنَا لكُمُ الأمثال (45)}، أي: صفات مَا فعلوا وَمَا فُعِلَ بهم، وهي فيِ الغرابة كالأمثال (4) المضروبة لِكُلِّ ظالم.
{__________
(1) - ... في الأصل: «وأنذرهم» وهو خطأ.
(2) - ... في الأصل: «وانتبع»، وهو خطأ.
(3) - ... سورة النحل: 38.
(4) - ... في الأصل: «كأمثال»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
298 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق