وإذ قَالَ موسى لقومه: اذكروا نعمة الله عليكم} لتشكروها، {إذ أنجاكم من آل فرعون يَسُومُونَكُم سُوءَ العذابِ ويُذَبِّحون أبناءكم ويَستحيُونَ نِسَاءَكُم} يتركونهنَّ أحياء للخدمة، {وفي ذلكم بلاءٌ من رَبِّكُم عظيمٌ (6)} الإشارة إِلىَ العذاب، والبلاء: المحنة؛ وإلى الإنجاء، والبلاء: النعمة، {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ والْخَيْرِ فِتْنَةً} (1).
{وإذ تأذَّن ربُّكُم} أي: أذن رَبُّكُم إيذانا بليغا تنتفي عنده [282] الشكوك والشبهات. {لئن شَكَرتم لأزيدنَّكم} نعمةً إِلىَ نعمةٍ؛ فالشكر: “قيد الموجود، وصيد المفقود”، وإذا سمعت النعمة نعمة الشكر تأهَّبت للمزيد [كَذَا]. وقال ابن عبَّاس: «لئن شَكرتمُ بالجِدِّ فيِ الطاعة ليزيدنَّكم بالجِدِّ فيِ المثوبة»، {ولئن كَفرتُم إنَّ عذابي لشديدٌ (7)} لمن كفر نعمتي، أمَّا فيِ الدُّنْيَا فسَلْبُ النعم، وَأَمَّا فيِ العقبى فَتوَالِي النقَمِ.
{وقال موسى: إن تكفرُوا أَنتُم ومن فيِ الأَرْض جميعًا فإنَّ الله لغنيٌّ حميدٌ (8)} وإن لم يَحمَدهُ الحامدون.
{ألم يأتكم نبأُ الذِينَ من قبلكم قومِ نوحٍ وعادٍ وثمودَ، وَالذِينَ من بعدهم لاَ يعلمُهم إِلاَّ (2) الله} والمعنى: أنَّهم مِنَ الكثرة لاَ يَعلَم عددهم إِلاَّ الله، ورُوِيَ أنَّه - عليه السلام - قَالَ عند نزول هَذِهِ الآية: «كذب النسَّابون» (3). {جاءتهم رسلهم بِالبَيِّنَاتِ} الواضحات، {فردُّوا أيدِيَهم فيِ أفواهِهِم}، أي: أخذوا أناملهم بأسنانهم، أو عضُّوا عليها تغيُّظا (4)، {وَقَالُوا: إِنَّا كفرنا بِمَا أُرسِلتُم بِهِ، وَإِنَّا لَفِي شكٍّ مِمَّا تدعونَنَا إِلَيْهِ} مِنَ الإيمان بالله والتوحيد لَهُ، {مُريبٍ (9)} مُوقِعٍ فيِ الريبة.
{__________
(1) - ... سورة الأنبياء: 35.
(2) - ... في الأصل: - «إلاَّ» وهو سهو.
(3) - ... لم نقف عَلَيه في الربيع ولا في الكتب التسعة.
(4) - ... في الأصل: «تغيضا»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
286 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق