الذين كذَّبوا شعيبا كَأَنْ لم يَغْنَوا فيها} كأن لم يقيموا فيها، وَكَأَنَّهُم لم يُخلقوا عليها، لأنَّهم صاروا إِلىَ ما كانوا عليه من حال العدم؛ غني بالمكان: أقام. {الذين كذَّبوا شعيبا كانوا هم الخاسرين (92)}.
{فتولىَّ (1) عنهم} بعد أن نزل بهم العذاب، {وقال يا قوم لقد أَبلَغْتُكم رسالات ربِّي ونَصحتُ لكم فكيف آسى} أحزن {على قوم} ليسوا بأهل للحزن عليهم، لكفرهم واستحقاقهم للعذاب، {كافرين (93)}.
{وما أرسلنا في قرية من نبيٍّ إِلاَّ أخذنا أهلها بالبأساء والضرَّاء} قيل: البأساء فيِ المال، والضرَّاء فيِ النفس؛ وَقِيلَ: البأساء البؤس والفقر (2)، والضرَّاء: الضرُّ والمرض. {لعلَّهم يضَّرَّعون (94)} (3)، لأَنَّهُم إذا لم يتضرَّعوا عند البأساء لم يتضرَّعوا عند النعماء، وَذَلِكَ [175] بيان لفائدة الضرَّاء، وَأَنَّهَا نعمة فيِ حقِّ من تضرَّع.
{ثُمَّ بدَّلنا مكان السَّيِّئَةِ الحسنةَ} ابتلاء لهم بالأمرين، {حتَّى عَفَوا} كثروا ونموا فيِ أنفسهم وأموالهم، من قولهم: عفا النبات إِذا كثر؛ {وقالوا} من غرَّتهم (4) وغفلتهم بعد ما صاروا إِلىَ (لَعَلَّهُ) الرخاء، {قد مَسَّ آباءنا الضرَّاء والسرَّاء} أي: قالوا: هَذِهِ عادة الدهر: تعاقب فيِ الناس بين الضرَّاء والسرَّاء، وقد [مسَّ] آباءنا نحو ذَلِكَ وما هو بعقوبة الذنب، فكونوا عَلَى ما أنتم عليه؛ {فأخذناهم} بالهلاك، {بغتة} فُجَاءة، عبرة لمن بعدهم، {وهم لا يشعرون (95)} بنزول العذاب، لأَنَّهُ ولو تَقَدَّمَت نُذره ورسله فلم يطابطنوا أَنَّهَا أَنَّهَا (5) رسل الموت، لفرط طول الأمل وحبِّ الدنيا ونسيان الآخرة.
{__________
(1) - ... في الأصل: «فتولَّ». وَهُوَ خطأ.
(2) - ... في الأصل كلمة رسمها: «البقر»، ولعلَّ الصواب ما أثبتناه.
(3) - ... في الأصل: «يتضَّرَّعون» وَهُوَ خطأ.
(4) - ... يمكن أن نقرأ: «عزتهم».
(5) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «فلم يظنُّوا أَنَّهَا».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
26 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق