وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا} توقَّعت مِنْهُ ذَلِكَ، لِمَا لاح لها من مخايله، وَمَا رأته تجافيا عنها، وترفُّعا عَن صحبتها كراهة لها، ومنعا لحقوقها، {أو إعراضا} بِأَن يُقِلَّ محادثتَها ومؤانستَها، بسبب كِبَر سنٍّ أو دمامة، أو شيء فيِ خُلُق أو خَلْقٍ، أو ملال أو طموحِ عينٍ إِلىَ أُخْرَى، أو غير ذَلِكَ؛ {فلا جُناح عليهما أن يصلحا بينهما} صلحا، أن يتصالحا عَلَى [أن] تطيب لَهُ نفسا عَن القسمة، أو عَن بعضها، أو تهب لَهُ بعض المهر أو كلَّه، أو النفقة، {والصلح خير} مِنَ الفُرقة، أو مِنَ النشوز، أو مِنَ الخصومة فيِ كلِّ شَيء، أو الصلح خير مِنَ الخيور، كما أنَّ الخصومة شرٌّ مِنَ الشرور. ومن آثار أصحابنا قَالَ فيِ هَذِهِ الآيَة: «فمَعِي أَنَّهُ قيل: إنَّ هَذَا فيِ الرجل يكون عنده الزوجة، فيتزوَّج عليها غيرها، ويميل عنها إِلَيْهِا لمحبَّة، فوسَّع (1) الله للرَّجل ذَلِكَ إِذَا كَانَ عَن رأي زوجته ورضاها أن يتزوَّج عليها إِذَا اصطلحا عَلَى ذَلِكَ، عَلَى مَا اصطلحا عليه من إيثار الآخِرَة (2) عليها فيِ [111] معاشرة، أو مؤنة إِذَا رضيت بذلك. وأخبر أَنَّ الصلح عَلَى ذَلِكَ إن اتَّفقا خير مِنَ المشاق والفراق، فإن لم يتَّفقا ولم يصطلحا، فليس إِلاَّ الحكم من إمساك بمعروف، أو تسريح بإحسان بين الزوجين». هكذا وجدته فيِ زيادة جامع ابن جعفر، وأظنُّه أَنَّهُ عَن أبي سعيد.
{__________
(1) - ... يمكن أن نقرأ: «بوسع».
(2) - ... كذا في الأصل، وَلَعَلَّ الأصوب: «الأخرى»، أي الزوجة الأخرى.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
266 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق