إنَّ الله لاَ يَغْفِر أن يُشرك بِهِ} قَالَ أبو سعيد فيِ تأويل هَذِهِ الآية: «فمن قامت [109] عليه الحجَّة، وبلغته المعرفة، فخالف بعد بلوغ الحجَّة والمعرفة ببيان الحقِّ مِنَ الباطل، والضلالِ مِنَ الهدى، فيفعل (1) مَا قد نُهي عَنْهُ كَانَ مشاققا لله ولرسوله والمسلمين، متَّبعا لغير سبيل المؤمنين، وَلاَ عذر لَهُ، وَلاَ يعلم فيِ ذَلِكَ اختلافا». {ويَغْفِرُ مَا دون ذَلِكَ} الصغائر، {لمن يَشَاء} لمن اجتنب الكبائر، وَهُوَ يقتضي جميع الكبائر التِي لم يتب منها، {ومن يشرك بالله} بأيِّ شرك كَانَ، {فقد ضلَّ ضلالا بعيدا (116)} عَن محجَّة الصواب.
{إن يدعون من دونه} مَا يعبدون من دون الله، {إِلاَّ إناثا} جمع أنثى، وهي اللاَّت والعزَّى ومناة؛ قيل: ولم يكن حيٌّ من أحياء العرب، إِلاَّ ولهم صنم يعبدونه يسمُّونه أنثى بني فلان، وقيل: كَانُوا يقولون فيِ أصنامهم هنَّ بنات الله، {وإن يدعون} يعبدون {إِلاَّ شيطانا}، لأَنَّهُ هُوَ الذِي أغراهم عَلَى عبادة الأصنام، فأطاعوه، فجعلت طاعتهم لَهُ عبادة، وقيل: المراد بِهِ المَلاَئِكَة لقولهم: المَلاَئِكَة بنات الله، {مَريدا (117)} خارجا عَن الطاعة، عازبا عَن الخير، ومنه الأمرد.
{__________
(1) - ... في الأصل: «فيعل»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
261 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق