وَلَمَّا دخلوا من حيث أمرهم أبوهم مَا كَانَ يُغنِي عَنْهُم منَ الله من شيء} أي: شَيْئًا قطُّ حيث أصابهم مَا ساءهم مَعَ تفرُّقهم، من إضافة السرقة إِلَيْهِم وافتضاحهم بذلك، وأَخْذِ أخيهم بوجدان الصُّوَاع فيِ رَحْلِهِ، وتضاعف المصيبة عَلَى أبيهم {إِلاَّ حاجة} أي: ولكن حاجة، {فيِ نفس يعقوبَ قضاها} وَهُوَ شفقته عَلَيْهِم، {وَإِنَّهُ لذو عِلمٍ} يعني قوله: «وَمَا أغنِي عنكم»، وعلمه بأنَّ: “القدر لاَ يُغني عَنْهُ الحذر” {لِمَا علَّمناه} لتعليمنا إيَّاه، {ولكنَّ أكثر الناس لاَ يَعْلَمُونَ (68)} لأنَّهم لم يسلكوا طريق إصابة العلم؛ أي: لم يطلبوا العلم ليعلموا، و لذلك رُفِعوا بدرجات [268] بطلبهم العلم عَلَى من لم يطلب.
{وَلَمَّا دخلوا عَلَى يوسف آوى إِلَيْهِ أخاه} ضمَّه إِلَيْهِ، {قَالَ: إِنِّي أنا أخوك فلا تبتئس} فلا تحزن {بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (69)} (1) بنا، فَلَمَّا مضى قَالَ: الله قد أحسن إلينا وجمعنا عَلَى خير.
{فَلَمَّا جهَّزهم بِجَهَازهم} هيَّأ أسبابهم، وأوفى الكيل لَهُم {جعل السقاية} قيل: هِيَ مشربة يسقى بها، وهي: الصُّوَاعُ، {فيِ رَحْلِ أخيه، ثُمَّ أذَّن مؤذِّن} ثُمَّ نادى مناد؛ آذنه: أي أعلمه، وأذَّن: أكثرَ الإعلامَ، ومنه المؤذِّن، لكثرة ذَلِكَ مِنْهُ. روي أنَّهم ارتحلوا وأمهلهم يوسف حتَّى انطلقوا، ثُمَّ أمر بهم فَأُدرِكُوا، ثُمَّ قيل: لَهُم {أَيَّتُهَا العير} هي الإبل التي عليها الأحمال، لأَنَّهَا تَعِيرُ، أي: تذهب وتجيء، والمراد: أصحاب العير، {إِنَّكُم لسارقُونَ (70)} كناية عَن سرقتهم إيَّاه من أبيه.
{__________
(1) - ... في الأصل: «يعلمون»، وهو سهو.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
253 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق