ومن يقتل مؤمنا متعمِّدا فجزاؤه جَهَنَّم خالدا فِيهَا وغضب الله عليه ولعنه} أي: انتقم مِنْهُ، وطرده من رحمته، {وأعدَّ لَهُ عذابا عظيما (93)} لارتكابه أمرا عظيما. فيِ الحديث: «لزوال الدُّنْيَا أهون عَلَى الله من قتل أمرئ مسلم» (1)، لأَنَّ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا جعلت آلة للمؤمن، ولم يجعل المؤمن آلة (لَعَلَّهُ) لعوامِّ الدُّنْيَا مَعَ أهل التحقيق.
{يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِذَا ضربتم فيِ سبيل الله فتبيَّنوا} فتثبَّتوا، بمعنى الاستفعال، أي: اطلبوا بيان الأمر وثباته وَلاَ تتهوَّكوا (2) فِيهِ. {وَلاَ تقولوا لمن ألقى إليكم السلام} وَهُوَ الاستسلام، {لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدُّنْيَا} تطلبون الغنيمة التِي هِيَ حطام سريع النفاد، فهو الذِي يدعوكم إِلىَ ترك التثبُّت وقِلَّة البحث عَن حال من تقتلونه، {فعند الله مغانم كثيرة} يُغنمكموها، تغنيكم عَن قتل رجل يُظهر الإسلام، {كذلك كُنتُم من قبل} أوَّل مَا دخلتم فيِ الإسلام، سمعت من أفواهكم: كلمة الشهادة؛ فحصَّنت دماءَكم وأموالكم، من غير انتظار الاطِّلاع عَلَى مواطأة قلوبكم لألسنتكم (3). {فمنَّ الله عليكم} بالاستقامة والاشتهار بالإيمان، فافعلوا بالداخلين فيِ الإسلام كما فُعِل بكم، أو كذلك كُنتُم من قبلُ لاَ تتبيَّنون قبلَ أن يُبَيِّن الله لكم، {فتبيَّنوا إِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خبيرا (94)}.
{__________
(1) - ... رواه الترمذيُّ في كتاب الديات، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، رقم 1315. النسائي: كتاب تحريم الدم من عدَّة طرق. ابن ماجه: كتاب الديات.
(2) - ... الأَهْوَكَ: هو الأحمق، وقد هوِك هَوكًا. ورجل هوَّاك ومتهَوِّك: أي متحيِّر. وفي الحديث: «أمتَهوِّكون أنتم كما تهوَّكت اليهود والنصارى؟ ... » بمَعْنَى أمتحيِّرون؟. انظر: ابن منظور: لسان العرب، 6/ 845.
(3) - ... في الأصل: «لا ألسنتكم»، وهو خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
252 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق