وكذلك} ومثل ذَلِكَ التمكين الظاهر {مكَّنَّا ليوسف فيِ الأَرْض}، التمكين: الاقتدار وإعطاء المكنة، {يتبوَّأُ منها حيث يَشَاء} أي: كلَّ مكَانٍ أَرَادَ أن يتَّخذه منزلاً، لم يُمنع مِنْهُ لاستيلائه عليها، {نُصِيبُ برحمتنا} بعطائنا فيِ الدُّنْيَا، مِنَ المُلكِ والغنى وغيرهما، من النِّعَمِ {من نشاء}، من اقتضت الحكمة أن يُشَاء لَهُ ذَلِكَ، {وَلاَ نُضيع أجر المحسنِينَ (56)} فيِ الدُّنْيَا {ولأجرُ الآخِرَةِ خيرٌ للذين آمنوا وكَانُوا يتَّقُونَ (57)} المكرهات (1)؛ قيل: إنَّ المؤمن يُثاب عَلَى حسناته فيِ الدُّنْيَا والآخِرَة، كما أنَّ الفاجر يُعذَّب بذنوبه فيِ الدُّنْيَا والآخِرَة، وإن نالته مسرَّة ظاهرة فيِ الدُّنْيَا، فذلك غرور واستدراج.
{وجاء إخوة يوسفَ، فدخلوا عليه فعرفهم وَهُم [267] لَهُ منكرُونَ (58)} أي: عرفهم يوسف ولم يعرفوه.
{وَلَمَّا جهَّزهم بِجَهَازِهِم} أعطى كلَّ وَاحِدٍ حِملَ بعير، {قَالَ: ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم، أَلاَ ترون أَنِّي أُوفيِ الكيل وأنا خير المنزلِينَ (59)} كَانَ قد أحسن إنزالهم وضيافتهم، [و] رغَّبهم بهذا الكلام على الرجوع إِلَيْه.
{فإن لم تأتوني بِهِ فلا كيل لكم عندي} فلا أبيعكم طعامًا، {وَلاَ تقربوني (60)} (لعلَّه) وَلاَ تغشون داري. {قَالُوا: سنُرَاوِد عَنْهُ أباه} سنخادعه عَنْهُ ونحتال، حتَّى ننتزعه من يده، {وَإِنَّا لفاعلُونَ (61}.
{وقال لفتيانه} أي: لغلمانه الكيَّالين {اجعلوا بضاعتهم فيِ رحالهم} أوعيتهم، {لَعَلَّهُم يعرفونها}، يعرفون حقَّ ردِّها، وحقَّ التكرُّم بإعطاء البدلين، {إِذَا انقلبوا إِلىَ أهلهم}، وفرغوا رحالهم، {لَعَلَّهُم يرجعُونَ (62)} لعلَّ معرفتهم بذلك تدعوهم إِلىَ الرجوع إلينا.
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «المكروهات».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
251 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق