فأخذتهم الرجفةُ} الصيحة التي زلزلت لها الأَرض واضطربوا لها، {فأصبحوا في دارهم جاثمين (78)} مَيِّتين قعودا، يقال: الناس جثم، أي: قعود لا حراك بهم ولا يَتَكَلَّمُون، {فتولىَّ (1) عنهم} لَمَّا عقروا الناقة، {وقال يا قوم} عند فراقه لهم، {لقد أبلغتُكم رسالةَ ربِّي ونصحتُ لكم ولكن لا تحبُّون الناصحين (79)} الآمرين بالهدى لاستجلاء الهوى، والنصيحة منيحة، بدراء الفضيحة، وَلَكِنَّهَا وخيمة تورث السخيمة (2)، فإن قيل: كيف خاطبهم بقوله: {لقد أبلغتكم رسالة ربِّي ونصحتُ لكم} بعدما أهلكوا بالرجفة؟ قيل: خاطبهم ليكون عبرة لمن خَلَفهم.
{ولوطا إذ قال لقومه: أتأتون الفاحشة} أتفعلون السَّيِّئَة المتمادية في القبح؟! {ما سَبَقَكُم بها من أحدٍ} ما عملها قبلكم {من العالمين (80) إِنَّكُم (3) لتأتون الرجال شهوةً من دونِ النساء} فسَّر تلك الفاحشة، يعني أدبار الرجال أشهى عليكم من فروج النساء!، {بل أنتم قوم مسرفون (81)} الإسراف: تجاوز الحدود.
{وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إِنَّهُم أناس يتطهَّرون (82)} يدَّعون الطهارة وبدَّعوا فعلنا الخبيث، عابوهم بما يُتمدَّح به.
{فأنجيناه وأهله إِلاَّ امرأته كانت من الغابرين (83)} من الباقين في العذاب الذين عليهم الغَبَرَة. {وأمطرنا عليهم مطرا} وأرسلنا عليهم نوعا من المطر عجيبا، قيل: أمطر الله عليهم الكبريت والنار، {فانظر كيف كان عاقبة المجرمين (84)}.
{__________
(1) - ... في الأصل: «فتولَّ». وَهُوَ خطأ.
(2) - ... «السخيمة: الحقد والضغينة والموجدة في النفس، وَفيِ الحديث: “اللهمَّ اسلل سخيمة قلبي”». ابن منظور: لسان العرب، 3/ 115، مادَّة «سخم». والعبارة غير واضحة.
(3) - ... في الأصل: «أينَّكم». وَهُوَ خطأ.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
23 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق