وَلَمَّا جاءت رسلُنا لوطا} لمَّا أَتَوه ورأى هيأتَهم وجَمالهم، {سِيءَ بِهِم} أُحزِن، لأَنَّهُ حسب أنَّهم إنسٌ، فخاف عَلَيْهِم خُبثَ قومه، وأن يعجز عَن مقاومتهم ومدافعتهم، {وضاق بهم ذرعا} تمييز، أي: وضاق بمكانهم صدرُه، وَهُوَ كناية عَن شدَّة نفتاالاض (1) للعجز عَن مدافعة المكروه، والاحتيال فِيهِ؛ (لَعَلَّهُ) كأنَّ يده صارت قصيرة، {وقال: هَذَا يوم عصيب (77)} شديد.
{وجاءه قومُه يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ} يُسرِعون، كأنَّما يُدفعون دفعًا لطلب الفاحشة من أضيافه، {ومن قبلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَات} ومن قبل ذَلِكَ (لَعَلَّهُ) الوقت، كَانُوا يَعْمَلُونَ الفواحش، حَتَّى مَرِنوا عليها، وقلَّ عندهم استقباحها، فلذلك جاءوا يُهرعون مجاهرين لاَ يكفُّهم حياء (2) (لَعَلَّهُ) فَلَمَّا عَلِم مرادهم فِيهِم، {قَالَ: يا قوم هؤلاء بناتي} فتزوَّجوهنَّ، أَرَادَ أنَّ يَقيَ أضيافه ببناته، وذلك غاية الكرم، {هنَّ أطهر لكم} أحلُّ وأزكى لنفوسكم، لِغلمَة الشهوات، (لَعَلَّهُ) ليدفعهم بمثل ماهم فاعلوه، {فاتَّقُوا الله} بإيثار مَا أحلَّه عَلَى مَا حَرَّمَه، {وَلاَ تُخزونِ} ولا تُهينوني، وَلاَ تَفضحونِ، {فيِ ضيفي، أليس منكم رجلٌ رشيد (78)}؟ أي: رجل وَاحِد يهتدي إِلىَ سبيل الحَقِّ وفعل الجميل، والكف عَن السيِّء.
{قَالُوا: لَقَد علمت مَا لَنَا فيِ بناتك من حقٍّ} حاجة، {وإنَّك لَتَعلَمُ مَا نريد (79)}.
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «الانقباض»، انظر: أبو السعود: تفسير، مج2/ج2/ 228. وَهَذَا من أعجب الأخطاء التي وقع فيها الناسخ، وَهُوَ التقديم والتأخير في وسط الكلمة الواحدة!، مع التصحيف في تنقيط الحروف.
(2) - ... في الأصل: + «حياء»، وهو تكرار.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
216 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق