ألم ترَ أنَّا أرسلنا الشياطينَ عَلَى الْكَافِرِينَ} بِأَنَّ سلطانهم [كَذَا] عليهم باتِّباعهم لهم، {وقيَّضنا لَهُم قُرناء} (1). {تَؤُزُّهم أزًّا (83)} تَهزُّهم، وتغريهم عَلَى المعاصي بالتسويلات، وتَحبيب الشهوات. والمراد: تعجيب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أقاويل الكفرة، وتماديهم فيِ الغيِّ، وتصميمهم عَلَى الكفر بعد وضوح الحقِّ، عَلَى مَا نطقت بِهِ الآيات المتقدِّمة.
{فلا تعجلْ عَلَيْهِم إِنَّمَا نَعدُّ لَهُم} أَيَّام آجالهم {عدًّا (84)} والمعنى: لاَ تعجل بهلاكهم، فإنَّه لم يبق لَهُم إِلاَّ أيَّام محصورة، وأنفاس معدودة، ليتوصَّلوا بها إِلىَ دركتهم التي خُلِقت لَهُم وخُلِقوا لها، وَهُوَ يسعى إِلَيْهِا طائرا.
{يوم نَحشرُ المتَّقِينَ (2) إِلىَ الرحمن وفدا (85)} أي: جماعات وافدين عَلَيه، كما تفد الوفاد (3) عَلَى الملوك منتظرين لكرامتهم وإنعامهم. {ونسوق المجرمين} كَمَا تُساق البهائم {إِلىَ جَهَنَّم وِردًا (86)} عِطاشا، فإنَّ مَن يَرِد الماء لاَ يَرِدُه إِلاَّ لعطش. {لاَ يملكون الشفاعةَ} الضمير فِيهَا للعباد المدلول عليها (4) بذكر القسمين، {إلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عند الرحمن عهدا (87)} إِلاَّ مَن تحلَّى بما يَستعدُّ بِهِ، وَهُوَ كلمة التوحيد بكمال شروطها.
{__________
(1) - ... سورة فصِّلت: 25.
(2) - ... في الأصل: «يوم نحشرهم إِلىَ الرحمن ... »، وهو خطأ.
(3) - ... كذا في الأصل، ولم نجد هَذَا الجمع، ولعلَّ الصواب: «الأوفاد». قال في القاموس: «وهم وفود، ووفْد، وأوفاد، ووُفَّد». وفي اللسان: «قيل الوفد: الركبان المكرَّمون ... وهم الوفد والوفود، فأمَّا الوفد فاسم جمع، وَقِيلَ: جمع، وَأَمَّا الوفود فجمع وافد». الفيروزآبادي: القاموس المحيط، ص 295. ابن منظور: لسان العرب، 6/ 957، مادَّة وفد.
(4) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «عليهم».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
20 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق