وَلاَ أقول لكم: عندي خزائن الله} فأدَّعي عَلَيْكُم فضلاً بالغنى، حتَّى تجحدوا فضلي بقولكم: {وَمَا نرى لكم علينا من فضل}؛ {وَلاَ أعلم الغيب} حتَّى أطَّلع عَلَى مَا فيِ نفوس أتباعي، وضمائرِ قلوبهم. {وَلاَ أقول: إِنِّي ملك} حتَّى يقولوا لي: {مَا أنت إِلاَّ بشر مثلنا}، {وَلاَ أقول للذين تزدري أعيُنُكم} وَلاَ أحكم عَلَى من استرذلتم مِنَ المؤمنين لفقرهم: {لن يؤتيهم الله خيرا} فيِ الدُّنْيَا والآخِرَة، لهوانهم عليه، مساعدة لكم، ونزولا عَلَى هواكم. {الله أعلم بِمَا فيِ أنفسهم} مِن صدقِ الاعتقادِ، وإنَّما عَلَيَّ قبول ظاهر إِقْرَارهم، إذ لاَ أطَّلع عَلَى خفيِّ أسرارهم، {إنِّي إِذًا لَمِن الظالمِينَ(31)} إن قلت شَيْئًا من ذَلِكَ؛ (لَعَلَّهُ) فَلَمَّا علت حُجَّتُه عَلَيْهِم بالبرهان النيِّر، ودَحَضَت حُجَّتَهم العمياء، صمَّمُوا عَلَى المكابرة بقولهم:
{قَالُوا: يا نوح، قد جادلتنا} [247] خاصمتنا، {فأكثرت جدالنا، فأتنا بِمَا تَعِدُنا} مِنَ العذاب {إن كنت مِنَ الصادقِينَ(32)} فيِ وعيدك.
{قَالَ إِنَّمَا يأتيكم بِهِ الله إن شاء} أي: ليس الإتيان بالعذاب إليَّ؛ وإنَّما هُوَ إِلىَ من كفرتم بِهِ؛ {وَمَا أَنتُم بِمعجزِينَ(33)} أي: لم تقدروا عَلَى الهرب مِنْهُ، {وَلاَ ينفعكم نُصحي} هُوَ إعلام الغيِّ ليُتَّقَى، والرشدَ ليُقتَفَى، {إن أردتُ أن أنصَحَ لكم إن كَانَ الله يريد أن يُغوِيكم} أي: مقدِّر عَلَيْكُم الإغواء بضلالكم عَن طريق الحقِّ، {هُوَ رَبّكُم} فيقدِّر فيكم عَلَى قَضِيَّة إرادته، {وَإِلَيْهِ تُرجعُونَ(34)} فيُجازيكم عَلَى حسب أعمالكم.
{
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
202 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق