فإن كنتَ فيِ شكٍّ [239] مِمَّا أنزلنا إليك فاسأل الذِينَ يقرَءُون الكتابَ مِن قَبلك} لمَّا قدَّم بَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُم قُرَّاءُ الكتاب، وصفهم بِأَنَّ العلم قد جاءهم، لأَنَّ أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكتوب فيِ التَّوْرَاة والإِنجِيل، وَهُم أبناؤهم؛ أَرَادَ أن يحقِّق علمهم بصِحَّة القرآن وصِحَّة نبوَّة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، ويبالغ فيِ ذَلِكَ، فقال: فإن وقع لك شكٌّ، فرضا وتقديرا، وسبيل من خالَجَتْه شبهةٌ أن يسارع إِلىَ حَلِّها بالرجوع إِلىَ قوانين الدين وأدلَّته، أو بمباحثة العلماء؛ كأنَّه قَالَ لَهُ: فاسأل أهل الكتاب، فإنَّهم مِنَ الإحاطة بصِحَّة مَا أُنزل إليك بحيث يَصلحون لمراجعة مثلك فضلا عَن غَيرك؛ والمراد: وصفُ الأخبار بالرسوخ فيِ العلم بصِحَّة مَا أُنزل إِلىَ رسول الله، لاَ وصف رسولِ الله بالشكِّ فِيهِ. ثُمَّ قَالَ: {لَقَد جاءك الحقُّ من رَبِّك} أي: ثبت عندك بالآيات الواضحة، والبراهين اللائحة أنَّ ما أتاك هُوَ الحقُّ الذِي لاَ مجال فِيهِ للشَّكِّ، {فلا تكوننَّ مِنَ الممترِينَ (94)} الشاكِّين.
{وَلاَ تكوننَّ مِنَ الذِينَ كذَّبوا بِآيَاتِ الله} بشيء من حُجَجِه؛ {فتكونَ مِنَ الخاسرِينَ (95)} أي: فاثبتْ ودُمْ عَلَى مَا أنت عليه من انتفاء المِريَة عنك، والتكذيب بِآيَاتِ الله؛ أو هُوَ عَلَى طريقة التهييج، كقوله: {فلا تكوننَّ ظهيرا للكَافِرِينَ} (1)؛ أو معناه: لاَ نأمرك بالسؤال لأنَّك شاكٌّ، ولكن لتزداد يقينا كما ازداد إبراهيم يقينا بمعاينة إحياء الموتى.
{__________
(1) - ... سورة القصص: 86.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
184 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق