ادعوا ربَّكم تضرُّعا وخُفيَة} التضرُّع: “تَفَعُّلٌ” من الضراعة، وهي الذلُّ، أي: تذلُّلا وتملُّقا. قال أبو عثمان: «التضرُّع في الدعاء: أن تقدِّم إليه افتقارك وعَجْزَك وضروراتك، وَقِلَّة حيلتك». قال الواسطيُّ: «التضرُّع: بذلِّ العُبُودِيَّة، وخلعُ الاستطالة». {إنَّه لا يحِبُّ المعتدين (55)} المجاوزين ما أمروا به في كُلِّ شَيء من الدعاء وغيره.
{ولا تُفسِدوا في الأرضِ بعدَ إصلاحِها} أي: خلقت صالحة للصالحين غير ناقصةٍ [171] فتحتاجُ إِلىَ الزيادة، ولا فاسدة فتَحتاجُ إِلىَ الإصلاح، بل آلة للمطيعين، فلا تُفسدوا فيها بمعصيةٍ بعد الطاعة، أو بشرك بعد توحيد، أو بكفر بعد إيمان. {وادعوهُ خوفا وطَمَعا} أي: خائفين من الردِّ، طامعين في الإجابة. {إنَّ رحمةَ اللهِ قريبٌ مِن المحسنين (56)} لمن تقرَّب منها بالإحسانِ، لأَنَّهَا لا تُنال إِلاَّ به.
{وهو الذي يُرسِلُ الرياحَ بُشْرًا بَين يَدَي رحمتِه} أمام نعمته، وَهُوَ الغيث الذي هو من أَجَلِّ النعَمِ، {حتَّى إذا أقلَّت} حَمَلت ورَفعت {سحابا ثِقَالا سُقنَاه لِبلَدٍ مَيِّت} لأجل بلد قلَّ ماؤه أو ذهب؛ {فأنزلنا به الماء، فأخرجنا به من كُلِّ الثمرات؛ كذلك} أي: مثل ذَلِكَ الإخراج، وَهُوَ إخراج الثمراتِ بعدَ موتِها {لَعَلَّكم تذَّكَّرون}، فيؤدِّيكم التذكُّر إِلىَ أَنَّهُ لا فرق بين الإخراجين، إذ لِكُلِّ واحد منهما إعادةٌ (لعله) للشَّيء بعد إنشائه؛ {نُخرج الموتى لَعَلَّكم تذَّكَّرون (57)} فيؤدِّيكم التذكُّر إِلىَ الإيمان بالبعث؛ إذ لا فرق بين الإخراجين، لأَنَّ كلَّ واحد منهما إعادة الشيء بعد إنشائه (1).
{__________
(1) - ... كذا في الأصل، وفيه تكرار لنفس الكلام ونفس المعنى كما هو واضح.
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
17 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق