أثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ} العذابُ بالموتِ، {آمنتم بِهِ}، لأَنَّ كلَّ نفس تؤمن بِمَا كفرت فيِ ذَلِكَ الحين، ولكن لاَ ينفعها الإيمانُ حين ذَلِكَ {آلآن} آمنتم بِهِ {وقد كُنتُم بِهِ تستعجلُونَ(51)} أي: بالعذاب تكذيبا واستهزاء.
{ثمَّ قيل للذين ظلموا: ذوقوا عذابَ الخلدِ} أي: يومَ القيامةِ، أو لأَنَّ ذَلِكَ مقدِّمة، وَأَيَّام التعبُّد قد انقضت، والتوبة قد أُغلِقت؛ {هل تُجزَوْن إِلاَّ بِمَا كُنتُم تكسبُونَ(52)}؟!
{ويستنبئونَك} ويستخبروك، فيقولون: {أحقٌّ هُوَ} هُوَ استفهامٌ عَلَى وجهِ الإنكار والاستهزاء. {قل: إي وربِّي} نَعَم وَاللهِ {إِنَّهُ لَحَقٌّ، وَمَا أَنتُم بمعجزِينَ(53)} بفائتين العذاب، وَهُوَ لاحقٌ بكم لاَ محالة إن خالفتموه.
{ولو أنَّ لِكُلِّ نفسٍ ظَلَمَت مَا فيِ الأَرْض} مَا فيِ الدُّنْيَا اليوم من خزائنها وأموالها؛ {لافتدَت بِهِ} لجعلته فديةً لها، {وأسرُّوا الندامةَ لَمَّا رَأَوا العذابَ}، لأَنَّهُم بُهتوا لمَّا عاينوا مِمَّا لم يخشوه من فظاعة الأمر وهوله. {وقُضيَ بَيْنَهُم بالقسط} بين الظالمين والمظلومين، {وَهُم لاَ يُظلمُونَ(54)} من جَزَاء أعمالهم شَيْئًا.
{أَلاَّ إنَّ لله مَا فيِ السَّمَاوَات والأَرْض} فكيف يَقبل الفداء، وَمَا فيهما مُلكُه. {أَلاَّ إنَّ وعدَ الله حقٌّ} كائن، {ولكنَّ أكثرهم لاَ يَعْلَمُونَ(55)} لقصور عقلهم، إِلاَّ ظاهرا مِنَ الحياة الدُّنْيَا، وفي الحقيقة لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا لظاهر الآيَة: {هُوَ يُحيي [234] ويُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرجعُونَ(56)} وَإِلىَ حسابِه وجزائه فيِ المرجِع، فَيُخاف ويُرجى.
{
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
171 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق