مِنَ الجهاد والنضال، والضمير فيِ «ليتفقَّهوا» للفِرَق الباقية بعد الطوائف النافِرة من بَيْنِهِم، {ولينذروا قَومهم} ولتنذر (1) الفرق الباقية قومهم النافرين إذا رجعوا إِلَيْهِم، بما حصَلوا فيِ أيَّام غيبتهم مِنَ العلوم؛ وَعَلَى الأوَّل الضمير للطائفة النافرة إِلىَ المدينة للتفقُّه.
{يَا أَيُّهَا الذِينَ آمنوا قاتلوا الذِينَ يلونكم} يَقرُبون منكم، أُمروا بالقتال، الأقرب فالأقرب إِلَيْهِم فيِ الدار والنسب {من الكُفَّار}. القتال واجب مَعَ جميع الكفرة، قريبِهم ثُمَّ غيرهم من عرب الحجاز، ثُمَّ الشام؛ والشام: أقرب إِلىَ المدينة مِنَ العراق وغيره؛ وبعيدِهم، ولكنَّ الأقرب فالأقرب [225] أوجب، وقد حارب النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - قومه، وهكذا المفروض عَلَى أهل كلِّ ناحية أن يُقاتلوا مَن (لَعَلَّهُ) يَلِيهم؛ {ولْيجدوا فيكم غِلظةً} وليعلموا فيكم شدَّة عَلَيْهِم، وغضبا لله فيِ المقال قبل القتال، لَعَلَّهُم يرجعون عَن كفرهم بالجفاء والغلطة دون القتال؛ أو ليعلموا أن حظَّهم ساقط مَعَ الإسلام وأهله؛ وقيل: صبرا عَلَى جهادهم. {واعلموا أنَّ الله مَعَ المتَّقِينَ (123)} بالنصرة والغلبة.
{وإذا مَا أُنزلت سورةٌ فمنهم} فمن المنافقين {من يقول} بعضهم لبعض: {أيُّكم زادته هَذِهِ إيمانا} إنكارا واستهزاء بالمؤمنين؛ وقيل: هُوَ قول المؤمنين للحثِّ والتنبيه. {فَأَمَّا الذِينَ آمنوا فزادتهم إيمانا} يقينا وثباتًا؛ أو خشيةً؛ أو إيمانا للسُّورة، لأنَّهم لم يكونوا آمنوا بها تفصيلاً؛ وقيل: بزيادة العلم الحاصل من تَدبُّر السورة وانضام (2) الإيمان بها وبما فِيهَا إِلىَ إيمانهم؛ {وَهُم يستبشرُونَ (124)} يَعدُّون زيادة التكليف بشارة التشريف؛ وقيل: يستبشرون بِنُزولها، لأنَّها سبب لزيادة كمالهم، وارتفاع درجاتهم.
{__________
(1) - ... في الأصل: «ولينذروا»، وهو خطأ.
(2) - ... كذا في الأصل، ولعلَّ الصواب: «انضمام».
Post Top Ad
الأحد، 4 يوليو 2021
151 كتاب التفسير الميسر لسعيد الكندي الصفحة
التصنيف:
# التفسير الميسر لسعيد الكندي
عن Qurankariim
التفسير الميسر لسعيد الكندي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
Post Top Ad
عن المحرر
مرحبا! أنا أسمي محمد أعمل هنا في مدونتي وأشارك معكم كل جديد على الانترنت لتعم الفائدة على الجميع وإثراء المحتوى العربي، يسرني دائمًا تلقي ملاحظاتكم وإستفساراتكم من خلال نموذج الأتصال :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق